استفزاز القوات النظامية وسقوط الضحايا.. محاولة فض اشتباك

الخرطوم: وجدان طلحة

منذ انطلاق ثورة ديسمبر لم تنجلِ أي تظاهرة دون سقوط ضحايا، وخلفت تظاهرات أمس الأول بحسب وزارة الصحة الاتحادية سبعة قتلى و181 مصاباً بينهم 27 إصابة بطلق ناري، فيما حمل المجلس العسكري قوى الحرية والتغيير مسؤولية سقوط قتلى ومصابين لانحراف المواكب عن مسارها.

استفزاز مرفوض
رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري جمال الدين عمر، حمَّل قوى الحرية والتغيير المسؤولية الكاملة عن التجاوزات والخسائر بين القوات النظامية والمواطنين التي وقعت أثناء التظاهرات، واتهمها في بيان صحفي بـ(استفزاز) القوات النظامية وانحراف تظاهرات المواكب المليونية عن مسارها مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
العسكري قال إن بعض المتظاهرين (استفزوا) القوات النظامية. الخبير العسكري عثمان بلية أكد في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن القوات المسلحة مهمتها حماية المواطنين، وأضاف: لكن بعض الثوار أساءوا للقوات النظامية التي كانت تقوم بدورها في حفظ الأمن ما أدى إلى حدوث إصابات وسط الثوار.
بليه قال إنه في مثل هذه الأحداث يجب أن ينصاع المواطنون لتوجيهات القوات الأمنية حفاظا على حياتهم وعلى الأمن وليس الإساءة لهم وقذفهم بالحجارة.
من جانبه أكد الخبير الأمني فضل الله برمة ناصر في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن استفزاز القوات النظامية أمر مرفوض تماما، مشيرا إلى أن القوات المسلحة مهمتها الدفاع عن البلاد والتدخل في حال الكوارث والتدخل كذلك لحماية المنشآت المهمة، وأضاف: يجب أن يحترم المواطن القوات المسلحة إذا تعدى عليها بعض الثوار خلال مواكب 30 يونيو وهي تقوم بواجبها أو ضربوها أو وجهوا لها الإساءة فهذا يعتبر استفزازا غير مقبول.
برمة أكد أن المواطن حر في رأيه لكن تنتهي حريته عندما تبدأ حرية الآخرين، وأضاف: الإساءة تباعد بين القوات النظامية وبين المواطنين ويجب أن تكون العلاقة حميمة بين الطرفين، وأضاف: على القوات النظامية أن تتعامل مع المواطن وفق الدستور، وتابع: كذلك على القوات المسلحة حماية المواطن من أي ضرر، وقال: (الشتم) خطأ، منوها إلى ضرورة أن يقول كل شخص رأيه، ومع ذلك فإن للحرية حدودا وألا تتعدى على حرية الآخرين.

عذر قبيح
عندما تتوتر العلاقات بين دولة وأخرى تعلو نبرة الاستفزاز بينهما ويأتي التحذير من الوسطاء بضرورة ضبط النفس، لكن وفي حالة المجلس العسكري وثوار ديسمبر، اعتبر البعض أن هذه اللغة غير مقبولة، لأن فرد القوات النظامية وإن حدث ما سموه بالاستفزازات فعليه ألا يستجيب لها وأن يكون همه الأول والأخير هو حماية المواطنين وحفظ الأمن، مؤكدين أن القانون هو الذي يحسم أي خلل في العلاقة بين الطرفين.
المحلل السياسي صلاح الدين الدومة يذهب في حديثه لـ(السوداني) أمس، إلى أنه لا بد من تثبيت مبادئ معينة وهي أن المجلس العسكري هو امتداد لنظام الإنقاذ وبالتالي يستخدم نفس الآليات والحجج والبراهين التي يستخدمها النظام البائد، وأضاف: اعتدنا منه تقديم أعذار أقبح من الذنب في المواقف التي تتطلب الجدية والحسم.
الدومة يرى أن المجلس العسكري يعمل ما يشاء بلا استحياء، وأضاف: هذا الأمر للتهديد وليس التخيير؛ مشيرا إلى أن العسكري يريد شماعة يعلق عليها أخطاءه وتبريرا أقبح من الذنب في فض المسيرة التي كانت أمس الأول، وأضاف: في خارج السودان يتم قذف الوزراء والمسؤولين بالبيض التالف ورغم ذلك لا يتعاملون مع المواطن بالطريقة التي يتعامل بها العسكري مع المواطن.

اتهامات بالتحريض
رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري جمال الدين عمر، قال في بيان عبر التلفزيون القومي فجر أمس، إن قوى الحرية والتغيير حرضت المتظاهرين على انحراف المسيرات عن أهدافها وإعادة تحريكها صوب الميادين وتجاوز القوات النظامية وعبور الجسور للوصول إلى القصر الجمهوري وساحة القيادة العامة.
وأكد جمال أن القوات النظامية التزمت بضبط النفس لكن بعض المتظاهرين قاموا بقذفها بالحجارة مشيرا إلى مقتل وإصابة عدد من أفراد القوات النظامية والشرطة والمواطنين فيما تعهد بضبط الأمن وأبدى استعداده للدخول في مفاوضات سياسية لتجاوز الأزمة، مشيرا إلى أنه كان يأمل في التوصل لاتفاق سياسي نهائي الأسبوع المقبل.
مشيرا إلى أن المصابين عشرة عسكريين بينهم ثلاثة من قوات الدعم السريع، وأشار إلى وقوع خمسين إصابة نتيجة للتدافع وسقوط المحتجين على الأسلاك الشائكة.
المحلل السياسي الحاج حمد في حديثه لـ(السوداني)، أكد أن حق المواطن في التعبير السلمي والعلاقة الحقوقية هي التي تنظم حدوث أي تفلت من المواطن تجاه القوات النظامية، وأضاف: العلاقة الحقوقية لا تتحمل لغة (استفزاني وطالعني) فهذه اللغة غير واردة، واستدرك: القوات النظامية كانت أكثر انضباطا من المرات السابقة في التعامل مع الثوار، وأضاف: الاستفزاز هذه لغة محلية مليئة بالعواطف، وكان الأجدى أن يقول حدث تفلت وتم إلقاء القبض عليهم، وأغلب المواطنين أمس كانوا سلميين ولا يجوز إطلاق النار عليهم.
حمد قال إن الانتشار الكثيف للقوات بالشوارع كان مستفزا للمواطن ولا يُعقل أن نشر أسلحة ثقيلة في الشارع، مؤكدا أن هذا الأمر لن يخيف المواطن بدليل أنه خرج أمس بعد مجزرة القيادة العامة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.