استفهامات .. أحمد المصطفى إبراهيم

معاش الناس.. متى؟

هؤلاء المتصارعون الباحثون عن الكراسي، هل يعلمون كم سعر كيلو اللحم؟ هل يعرفون كم سعر لتر الحليب؟ هل يعرفون كم تبلغ نسبة فاتورة المواصلات من الراتب؟ هل يعرفون كيف يذهب التلاميذ الفقراء وكيف يعودون وما هي أوزانهم بالنسبة لأعمارهم؟ القادمون من دول الغرب ذوو البدل اللامعة والقاطنون في الفنادق في أديس (تلك المدينة الغبراء ذات الشوارع المتسخة والفنادق المتواضعة ومضيفاتها المسكينات)، ألا يخجلون أن يتركوا عاصمتهم الجميلة التي ليس فيها أي مشكلة غير أنها مكتظة بالسكان لذا هم يتحدثون عن المحاصصة؟ وكم لنا وكم لكم؟ هل يظنون أن الشعب مل وجوه السابقين فقط ويريد تغيير الوجوه والأسماء؟
رب قائل وما صراعهم وتشاكسهم وطول اجتماعاتهم إلا الهم العام ومعاش الناس وبناء دولة المواطن. الذي يحاصص ويطالب بالنسب يسعى لمواطن الدولة وليس دولة المواطن أي يريد أن يجعل المواطن مصدر رفاهيته ولن يقدم إليه بل سيأخذ منه.
إذا ما وجدنا آلية لاستجواب الشباب الذي قاد الثورة وسألناهم: ألهذا كانت ثورتكم؟ كيف سيجيبون؟ ألم يختطف ثورتهم مدمنو السياسة الذين لم يزرعوا خيرا في يوم من الأيام ولا أستثني إلا القليل منهم.
ألم يقلل الجدل السياسي الدائر طموح الشباب في بناء الدولة التي يحلمون بها؟ قرأت مبادرة شبابية أيام الحماس قبل أن تخبو جذوته تقول المبادرة حلا لمشكلة النقد الأجنبي على كل سوداني خارج البلاد أن يدفع مائة دولار للبنك المركزي مرفقة بإحصاءات تقريبية وكيف سيكون حال البنك المركزي بعد توريدها.
هل سيكون مقدمو المبادرة بنفس الحماس حتى الآن؟ لا أظن.
لم نسمع بخطط ولا برامج ولا شيء يفرح ثلاثة أشهر مرت والحال من سيئ إلى أسوأ والأخبار لا تبشر بخير عبارات التنافر أكثر من عبارات التقارب وكثيرون يتبسمون للكاميرات وقلوبهم ليست باسمة.
هذا العراك السياسي الدائر بين المجلس العسكري و(قحت) والصراع الدائر بين مكونات (قحت) نفسها كم عدد هؤلاء وما ذنب الملايين التي تريد أن ترى تغيرا. يريدون بناء دولة محترمة يحق فيها الحق ويبطل فيها الباطل الناس فيها سواسية كأسنان المشط (هذا المثال أما كفاه ألا يوجد شيء متساوٍ غير أسنان المشط؟).
ثلاثة أشهر مرت ليلة، ليلة ولم نسمع بمعالجة فساد ولا إصلاح تدني قيمة العملة المحلية التي يتحجج بها من يؤججون الأسواق ويجعلون منها ناراً لا تحتمل. هل مازال الفساد مستمراً؟ هل مازال البنك المركزي يدفع العملات الحرة لأناس يأخذونها بالسعر الرسمي بحجج الدقيق والأدوية والوقود ويبيعونها الدولار في السوق الأسود؟ الذي يسمونه دلعاً السوق الموازي؟

ما جاء من ودائع لماذا لم يظهر أثره في الحياة صفوف البنزين في الأقاليم وصفوف الجازولين في كل السودان، أما الغاز فهو لتدليع العاصمة وساكنيها وبالسعر الزهيد إن شاء الله الأقاليم تحرق ما مشكلة.
العمر ولّى نريد أن نفرح بوطن محترم.

شارك الخبر

Comments are closed.