عثمان مُحمّد يوسف الحاج

ويمكرون.. والله خير الماكرين!!

شارك الخبر

جَاء في الأخبار أنّ دولاً عَربيةً معروفة وبإيعاز من دول الاستكبار تعمل على إبعاد الإسلام السِّياسي في السُّودان ونزعه من الصُّدور أولاً، ثم من السطور ونصوص الدستور ثانياً!! وتبذل في ذلك الغالي والنفيس من المال وبالخُبث الرخيص بشراء النفوس.. وكل ذلك بالصّد عن سبيل الله وقد صدق ذلك ما وعدنا الله وحذّرنا في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل ولا الكذب من بين يديه.. ولذلك فلا يجزعن أحدٌ من ما يحدث اليوم ثم لا ييأسن أحدٌ من روح الله.. والله لا يخلف وعده حتى مع رسله (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).. وقد قال تعالى لعباده وهيأهم (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ).. كل ما يحدث الآن فقد ذكره القرآن وفصله تفصيلا فلا يعجبن أحد قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ) 216 البقرة (… وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ…. 217 البقرة).
وهذه هي أقدار الله ووعوده للمُسلمين، ثُمّ أضاف وفصل ما يحدث الآن بالتفصيل في قوله (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ).. (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ .. الأنفال).. والحدث وتأكيده بالترتيب.. الإنفاق أولاً ثم الخسارة لأصحاب الأجندة.. والتمحيص والابتلاء وتمايُز الصفوف للجميع!! ويؤكد الله ابتلاءه للمسلمين في قوله (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ آل عمران ).. فالله لم يطلب منا إلا الصبر والتمسك بدينه وعليه وحده تدبير وبلوغ أمره.. فالله خبير ولطيف بعباده وما نزلت الحدود والعقوبات إلا على المسلمين المؤمنين وليعلم الصادقين منهم والصابرين.. فمنهم الزاني ومنهم السارق والفاسد والمتولي يوم الزحف والخالف والمتخلف ومنهم التائب والمجاهر بذنبه والصابرين على الأذى.. والظالم للناس ولنفسه ومنهم العادل والصّالح والطَالح.. ومن الظلم أن يؤخذ الإسلام بجريرة المُسلمين مثل ما يحدث اليوم فيحاسب الإسلام بفشل أو فساد الإسلاميين يقول تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ.. فاطر).
قبول الاتفاق بالعمل بدستور 2005 عقبة كبيرة أمام الدعم الخارجي لأنّه سيتضمّن العمل بالقانون الجنائي 1991 (قوانين الشريعة).. وهذا يعني التملُّص من إخراج السودان من دائرة الإرهاب.. لذلك أمريكا اليوم طلبت اشتراطات أُخرى لرفع السودان من قائمة الإرهاب! طلبت الغُول والعنقاء وإحلال السَّلام الشّامل.. السَّلام الذي يفترض مُوافقة كل الحركات المُتمرِّدة!! اليوم العدل والمُساواة يرفض الاتّفاق.. وعبد الواحد لم يحضر والحلو ينتظر الحكومة!! وهكذا (دخلت نملة وأخذت حَبّة وخَرجت.. حجوة أم ضبيبينة)!! المسلمون موقنون بأن الله بالغ أمره ولكنهم مبتلون في أنفسهم ولو بالنيات (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) وموقنون بأن الله عند وعده (..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
وما زال أيضاً الحزب الشيوعي يَتَمَنّع وبتنسيقٍ مع الخارج وبرفضه للاتّفاق واتّجاهه إلى التصعيد ومُطالباً في نفس الوقت بإلغاء الدين وفصله عن السياسة وإلغاء القوانين المُقيّدة للحريات والمُطالبة بمُساواة المرأة بالرجل في كل شئ!! بمعنى (عنده أربعة أرجل ويقول بااااع!!).. وكل الحاصل جرجرة للإسلاميين واستفزازهم للتصدي لتخريب بيوتهم بأيديهم.. والمسلمون يعرفون ما يدفعون إليه دفعاً.. ولكنهم لن يستجيبوا.. والفتنة نائمة وأهل اليسار يسعون لإيقاظها.. الإسلاميون ينتظرون تفاصيل الوثيقة التي يتكتّمون عليها قبل التّوقيع النِّهائي.. ويُحَدِّدون نقطة واحدة ليباركوا الحكومة المَدنيّة ويدعمونها بكل قُوةٍ إن هي أمنت على بقاء وثبات الشريعة حتى الانتخابات.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.