الرواية الأولى مجدي عبد العزيز

الوفاء والسرجان

شارك الخبر

• باعتماد وثائق الفترة الانتقالية السبت الماضي والشروع في تكوين هياكلها تكون البلاد قد عبرت خط الأزمة الأول والذي تمثل في النزاع المحموم حول تسيد فترة الانتقال، وبهذه الخطوات يكون الوطن كله قد تنفس الصعداء بعد حوالي أربعة أشهر من رحلة البحث عن الاستقرار ومحاولات توطيد أركانه حتى تنطلق مرحلة جديدة من تاريخ الوطن باستحقاقات ومطلوبات محددة على رأسها تحقيق التوافق بين المكونات الوطنية بما يشمل الحركات المسلحة والمتحفظين على جزء أو كل وثائق الانتقالية، وكذلك مطلوبات عودة الحياة بكل أوجهها إلى طبيعتها .
• وبانقضاء يوم أمس الذي تبلور فيه مشهد جديد تحت ظلال الإعلان الدستوري يصير تناول وقائع الفترة من 11 أبريل إلى 17 أغسطس تناولا تاريخيا لكنه غضا ما زالت أحداثه حاضرة في الأذهان، وتسجل تلك الوقائع أن المجلس العسكري الانتقالي هو من تحمل العبء الأكبر في الوصول إلى نقطة البداية لانطلاق الفترة الانتقالية، رغم ما تعرضت له مكوناته العسكرية والأمنية من القدح ومحاولات التشويه بهدف الضغط التفاوضي وإضعاف صورته، وإن المجلس هو من قدم التنازلات تلو التنازلات، وإنه فاوض بمرونة ومسؤولية شهد بها الوسطاء ومفاوضي قحت، وأنه امتطى صهوة الصبر أمام اتهامات النوايا والاستفزازات غير المقبولة حتى يحقق العبور الآمن للمرحلة الانتقالية، بجانب تحمله لإدارة كافة شؤون الدولة امنيآٓ واقتصاديآٓ وخدميا.. الأمر الذي يتطلب الآن اللحاق بقلم التاريخ قبل أن يجف مداده ليسطر من جمل التقدير والشكر والوفاء للمجلس العسكري مثلما سطر المجلس نفسه بنبل الوفاء والعرفان والتكريم والتوسيم لكل من شارك أو توسط أو أسهم في الوصول إلى التوافق بينه وقحت في إنجاز الوثائق الحاكمة الفترة الانتقالية .
• انعقدت آمال المواطنين على هذه الشراكة العسكرية المدنية كما اسماها الأمام الصادق المهدي في ان تأتي الفترة الانتقالية بأحلامهم التي ارتفعت سقوفها، والتي إن لم تتأكد فيها الإرادة وساد فيها الصدق وكان عنوانها التجرد من الأنانية سيصاب الناس هذه المرة بصدمة من نوع آخر ربما تكون عواقبها عابرة لحاجز الوخيمة.
• من واقع المعطيات والشواهد يتبين ان قوي الحرية والتغيير أو بعض مكوناتها تنوي لعب دور مزدوج في الفترة المقبلة تكوين الحكومة وتسيير دفة الحكم مع احتفاظها (بأدوات الحراك الثوري)، وأقرب تفسير لهذا الدور هو الخوف من فقدان سيطرة الشارع إن أحدثت الحكومة إخفاقات محبطة للناس (لا قدر الله) وهناك تفسير آخر يقول بأن ما تحقق من توافق مع المجلس العسكري لم يرض طموح بعض المكونات القحتاوية وأن هذه الكروت الحراكية (لإتمام الناقص) وأكبر دليل على ذلك هو استغلال أجواء الفرح بالاتفاق مساء السبت بأن أخرجت بعض مكونات قحت في بعض المناطق شعارات وأطلقت هتافات معادية للمكون العسكري المفترض في مجلس السيادة لا تخلو من التشويه والاتهامات والوعيد.
• إن تأكدت هذه النوايا فإنها ستناقض روح الاتفاق والتوافق الذي تم والتي تتأسس مطلقا على الإرادة والمصداقية التين إن فقداتا سيتهدد استقرار الفترة الانتقالية وستفتح أبواب النزاع مرة أخرى، فركوب السرجين مذموم ومنكور كما عبر الشاعر الراحل محجوب شريف بقوله: ما بركب السرجين وماني زول وشين ..
• مشاعر الفرح وتلمس الآمال وإحساس العبور لا تمنع من تبيان المحاذير وتسليط الأضواء على المخاوف وفي هذا التوقيت المبكر تحديدا فمركب الوطن التي تحمل الجميع أن تعرضت للعبث بالتنازع على مقودها أو محاولات ثقب قاعها يتهدد الجميع.. وإلى الملتقى.

شارك الخبر

Comments are closed.