استفهامات  أحمد المصطفى ابراهيم

الحصة وطن

شارك الخبر

 
نقول الحمد لله على السلامة لما تمّ أمس الأول السبت 17/8/2019م من توقيع اتفاق.
فليعلم السِّياسيون من لَدُن مؤتمر الخريجين إلى يوم (قحت) هذا، أن عهود اللعب على الشعب قد ولّت، وأنّ عوامل كثيرة دخلت وغيّرت من القاعدة التي هي الشعب. مُستوى التّعليم ارتفع إلى حَدٍّ كَبيرٍ، ولكنّه دُون المطلوب حتى الآن، وسائل الإعلام قد انتشرت، لم يعد الراديو المَوجة المُتوسِّطة هو الأداة الوحيدة، ولم تعد قناة الحكومة التلفزيونية وحيدة.
الإعلام اليوم سلاحٌ رهيبٌ أفتك من الرصاص وحتى الرصاص صَارَ يَخاف من الإعلام وكاميرات الموبايل. والذين لا يخافون الله الرقيب عليهم صاروا يخافون من الكاميرات أكثر من خوفهم من الله (يا لقلة إيمانهم).
لهذا ولغيره من نفاد الصبر وطُول الانتظار لحكمٍ راشدٍ، أرى أن لا مجال لأحدٍ ليلعب لصالح ورقه وورق حزبه بأيِّ حركات بهلوانية يظن ان لم يسبقه عليها أحدٌ وكل شئٍ مكشوف الآن أمام الأضواء وما أكثر تتبع السُّودانيين للأخبار (الشَمارات) كاذبها وصادقها، وسُرعة البث على الإنترنت (ألا ترون إنِّي قدّمت الشمارات الكاذبة على الصادقة؟).
لذلك لن يكون التصحيح تَراكمياً كَمَا كَان سابقاً، حيث ينتظر الناس توالي الأخطاء والفساد إلى أن ترى بالعين المُجرّدة لكل الناس.. لا الآن سيكون التصحيح بالمجهر أيِّ صغيرة وكبيرة ستخرج للناس، وعلى الفاسد أو المُخطئ حِزباً كان أم شَخصاً أن يثبت العكس أمام القضاء الذي نفترض فيه أن يكون مُستقلاً تَمَاماً وأيِّ فهلوةٍ قحتيةٍ من (قحت) في هذا المَلف سَتكون الكَارثة التي تُطيح بـ(قحت) وربما بالوطن كله.
بناء هذا الوطن (الفضيحة) ليس مسؤولية الحكومة وحدها، على المُواطن دورٌ أكبر من دور الحكومة في أمر البناء ما لم يُحاسب كل مُواطن نفسه على كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ ويسلك سُلُوكاً راشداً سنخسر كلنا. مثلاً على كل مُواطن أن يسأل نفسه عندما يأوي إلى فراشه كما يسألها عن الحسنات والذنوب، أن يسألها كم أنتج، وكم استهلك؟ (السمسرة والسياسة ليستا إنتاجاً وليستا مصدر رزق شريف).
والتربية هي الأساس ولن تحدث بين يومٍ وليلةٍ وهي قبل كل شئٍ تحتاج إلى قُدوةٍ حَسنةٍ، من البيت أن يكون الوالدان قدوة حسنة ونخرج إلى أن نصل إلى قِمّة الهرم (يا ربي قمة الهرم حمدوك واللا الثاني؟) أن يكون الرأس قدوة بحق، قليل الكلام، كثير العمل، رائداً لا يكذب أهله. إذا حدّث الناس عن التقشف بدأ بنفسه ومكتبه وحاشيته وكان ذلك في مركبه وصرفه. وإذا حدّث الناس عن الإنتاج يسأل ما معوقاته ويزيلها. لا يخرج في حُشُودٍ ولا يُطالب الناس باستقبال ولا يخطب في الهواء ولا يرقص. لا يُدير البلاد بالعصا ولا بكثرة الحديث، ولكن بالخُطط ومُتابعة التنفيذ والتقويم المُستمر.
أتمنى أن تكون مسيرات الفرح التي سَارَت بالأمس آخر حُشُود تشهدها البلاد، بعدها ينصرف كُلٌّ لواجبه لا يتوانى فيه لحظةً ويحتمل معوقات اليوم لنبني وطناً للأجيال القادمة يُفاخرون به.. نحسن فيهم الظن إلى أن يُظهروا غير ذلك.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.