الرواية الأولى …مجدي عبد العزيز

توت قلواك منمي

• بلا شك أن جوبا تحوز على النصيب الوافر من الفرص الذهبية وامتلاك الأوراق المهمة التي تؤهلها بامتياز للعب الدور التاريخي في صنع السلام بالسودان .
• التناول الإنشائي للعلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين السودان وجنوب السودان سيبقى تحصيل حاصل، مع هذا الواقع المتجسد لشعب واحد في دولتين مع تمتع كل دولة منهما باستقلالها وسيادتها وامتلاك قرارها بالطبع – وهذا التوصيف في حد ذاته يمثل أكبر قوة دافعة للالتقاء السيامي البالغ الصحة بإذن الله بين دولتين ولدتا من رحم واحد.
• شرايين الحياه المتداخلة في هذا الجسد السوداني الذي خُلق في الأصل واحدا طبيعتها أن تقوم بوظائفها في كل أطرافه وجمبع أجزائه – دون تمييز يسبب الأعطاب هنا أو هناك – في إذابة عناصر أُوكسجين الثقافة والعادات والتراث ونقل غذاء الإنسان والحيوان وتبادل المصالح بكل درجاتها الشخصية والعشائرية والقبلية والحدودية، ثم تأتي المصالح الاستراتيجية التي أصبح النظر إليها الآن يرمي بعيدا نحو غايات المؤازرة والمشاركة والاحتماء المتبادل خصوصا مع بروز قضايا وملفات يضعها الصراع الدولي الراهن (على سطح المكتب) مثل احتياطات الطاقة ومعادن الأرض ومصادر المياه.
• شفرة العبور للآفاق الجديدة بكل بشرياتها لدولتي السودان وجنوب السودان هي تحقيق السلام في ربوع الشمال والجنوب على حد سواء، وهذه الغاية رغم متطلباتها التي منها إيجاد الإرادة القوية والتجرد وبعد النظر والتي أراها متفائلا بأنها بدأت تتوافر بشكل مطّرد الآن إلا أن مهمة تحقيقها أيضا تحتاج لرجال وعناصر من نوع خاص، وأعتقد أن فخامة الرئيس سلفا كير بحكم تجربته في الحرب والسلام وجد ضالته في صديقنا صاحب العلاقات الواسعة والحركة الدائبة المستشار توت قلواك لإدارة ملف السلام المزدوج.
• كل الوقائع السابقة والآنية التي كانت تبحث السلام أكدت أن لتوت قلواك رغبة حقيقية وصادقة في لعب الدور التاريخي، فبعد دوره المحوري في إنجاز اتفاق سلام جنوب السودان الذي وقعت اتفاقيته بالخرطوم في شهر أغسطس من العام الماضي اكتملت كل فرص وأدوات جنوب السودان ومستشاره توت في المضي بملف الضفة الأخري إلى الأمام.
• سيحفظ التاريخ لتوت قلواك أنه أحد أبرز القادة الذين كانوا وراء إنجاح مشروع البترول السوداني وحمايته ببعد نظر مذهل صدقت فيه رؤاه لاحقا، وتوت قلواك كان وما زال من البارعين في تحقيق التوازن داخل أرض الجنوب، وفي مراحل مفصلية استطاع توظيف علاقاته وامكاناته ومهاراته في التحاور مع قيادات جنوبية وكوادر متمرسة أفضت إلى تحالفهم مع الرئيس سلفاكير من أجل الوطن واستقراره.
• الحراك الماكوكي بين الخرطوم وجوبا والنشاط الكثيف في التواصل مع الأطراف الذي يقوم به الصديق المستشار توت برعاية كريمة من الرئيس سلفا كير، والذي يتوقع بدرجة كبيرة أن يُحدث اليوم الاثنين بجوبا اختراقا كبيرا في ملف التفاوض مع كبريات الحركات المسلحة، ينبئ بأننا قريبا سنحتفي بتوشيح توت قلواك منمي بوسام النيلين من الطبقة الأولى مع باقات من الحب والإخاء الأبدي.. وإلى الملتقى.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.