همسة تربوية د. عبد الله إبراهيم علي أحمد

الاقتداء أفضل طُرق التَعلُم

شارك الخبر

يتأثر الطفل بما يفعله وَالِدَاه فيقلدهما ويشب على ذات الخصال، كما يقتدي أيضاً الطفل بمعلمه فيعمل بصفاته ويتأثر بأقواله وأفعاله، وهكذا الصغير دائماً يتأثر بمن حوله، لذلك يجب علينا نحن الكبار بمن فينا المعلم، أن نكون قدوة حسنة لصغارنا، ونرعاهم الرعاية الجيدة، حيث يُقاس مدى تقدم المجتمعات على المستوى الحضاري والإنساني بمدى رعايتها للأطفال وتربية أجيال المجتمع الناشئة، وتوفير متطلبات الطفولة الآمنة لهؤلاء الأطفال، فالطفل هو مستقبل الإنسان في المجتمع الذي يوجد فيه، وتقع مسؤولية الاهتمام بالطفل على الأسرة المحيطة به والتي تعمل على تهيئة الظروف المعيشية والاجتماعية الملائمة لهذا الطفل لينمو بشكلٍ سليم، ثم بعدها تقع المسؤولية على المعلم والبيئة الخارجية عموماً، وقد يشاهد الطفل نموذجاً لشخصية عدوانية في التلفزيون فيقوم بتقليد ذلك النموذج، وبالعكس إذا شاهد الطفل نموذجاً متسامحاً، فيقلد سلوك الحب والتسامح، إذن، يكتسب الطفل الكثير من القيم والسلوك من خلال التقليد، ولأهمية العناية بالأطفال، تم تأسيس منظمة تابعة للأمم المتحدة وهي منظمة اليونيسيف، ومهمتها العناية بأحوال وحقوق الطفل.
في المقابل، براءة الأطفال لا تعني السذاجة والغباء، بل هم أذكياء دقيقو الملاحظة، ويعرفون جيداً ما يفعلون وما يريدون، فلربما لهم مراوغات وحيل لا تخطر على بالنا نحن الكبار، لذلك بما أن بعض الأطفال يميل إلى التمرد والإفلات من العقاب، فتبقى الصرامة مطلوبة إلى حدٍ ما، وإخبارهم بدقة عما هو متوقع ومطلوب منهم، لتكون النتيجة مكافأة في حالة احترام التوجيهات والإرشادات، أو العقاب في حالة المخالفة، ولأنهم لا يستجيبون للغضب، لنفهم شعورهم ولنجمع بين الحزم واللطف في نفس الوقت، كما يجب أن يكون التحذير والعقاب في نفس الوقت الذي يتم فيه التصرف الخاطئ من الطفل.
وخلاصة القول إنَّ الأطفال يتأثرون منذ صغرهم بآبائهم وأمهاتهم، فيتعلمون سلوك الكبار، ولهذا فالاقتداء يبقى من أفضل طرق تعلم الأطفال، فلا نعطيهم نموذجاً سيئاً فيسلكونه، ومن التناقض أن نفعل شيئاً وننهى أطفالنا عن فعله، وبذلك نكون قد خرقنا القواعد، فالأطفال مثل النباتات عندما نغذيهم ونهتم بهم، يزدهرون بشكلٍ جيد، لذلك علينا تشجيعهم لتعليمهم الطاعة، فقطعة حلوى أو لُعبة جديدة تعمل على تحفيز الصغار وتفعل فيهم مفعول السحر، ولكن ليس بشكلٍ مستمر حتى لا تصبح عادة يعتبرها الطفل كمقابل لما يقوم به، والأهم من ذلك كله، أن يعرف الأطفال أننا نحبهم ونجلس معهم ونتحدث إليهم، وبالتالي يستفيدون بنصائحنا ويستمعون إلى إرشاداتنا.
قد تحرم الأم طفلها من أخذه إلى مشوارٍ لها أو نزهة، حتى ينهي واجباته، فيأتي الأب ويأخذه دون أن ينهي واجباته، ففي هذه الحالة يتعود الطفل أن يلجأ إلى والده بحكم أنه متساهل، فيستغل الفرصة وينفذ ما يريد تنفيذه، ولكن الذي يجب فعله هو أن يتفق الوالدان ولا يختلفان أمام ابنهما الصغير، حتى يعلم الطفل أن الوالدين جهة واحدة لا يمكن اختراقهما إلا باتباع الملاحظات التي يشير إليها الوالدان.
أخيراً، يجب عدم تدليل الطفل أكثر من اللازم، كما أن المكافأة المستمرة نظير عمله ليست بالطريقة المثالية لتهذيب الطفل، بل الذي يجب فعله، هو تعزيز السلوك الإيجابي لفظياً بأن نخبره بمدى فخرنا واعتزازنا به، وأنه دائماً مهذب عند الزيارات ولا يأخذ أغراض الآخرين، وأنه نظيف ومصدر فخر للأسرة، وبهذه الطريقة نحن نطور الضمير عنده.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.