بذرة خير.. رحاب فريني

إلى وزير الزراعة والموارد الطبيعية..

شارك الخبر

اختيار وزير زراعة من الزراعيين اختيارٌ مُوفّقٌ, قابله أهل الزراعة قبولاً حسناً، وهم يُردِّدون أهل مكة أدرى بشعابها ويتطلعون كذلك لاختيار وزير دولة, بشرط أن يكون من الزراعيين أصحاب الكفاءات وهم كثرٌ إن كان من الوزارة الاتحادية أو الولائية, على أن يكون وزير الدولة من الشخصيات المُؤهّلة ولها علاقة بالوزارة, نتمنّى أن يكون اختياره من الزراعيين أو من وزارة الزراعة الاتحادية نفسها من الذين يتمتّعون بالكفاءة والخبرة، لأنّ اختيار شخص بعيد عن مَفَاصِل الوزارة أو من الخارج مثلاً، سَيستغرق وَقتاً طَويلاً حتى يلم بتفاصيل العمل الزراعي حَتّى وإن كَانَ يَحمل خُطة طَمُوحة.
ووزير الزراعة والموارد الطبيعية عيسى عثمان شريف بعد أدائه القَسَم, وهو يخطو أولى خطواته بالوزارة، مُواجهٌ بتحديات جسام، حيث يشهد القطاع الزراعي العديد من المطبات، أهمها على الإطلاق وضع السِّياسات الراشدة التي تُهيئ المناخ للنجاح في الزراعة والتي ينبغي أن تضع بإشراك أصحاب المصلحة الحقيقيين (المُنتجين)، كَمَا نجده مُواجهاً بمُشكلات التمويل وتوفير التقاوي والوقود والمُدخلات الزراعية الأخرى كَافّة, كَمَا سَتُواجهه مُشكلة المُوسم الزراعي الحالي الذي يُعاني من عثراتٍ، أولها عدم توافر المُدخلات في الوقت المُناسب والكافي، وعلى رأسها الجازولين، بجانب الارتفاع الكبير في المُدخلات الزراعية مع تدني أسعار المحاصيل.
كما أرى أنّ أكبر مُشكلة تُواجه المشاريع المروية هي الري وعدم صيانة القنوات، بجانب أنّ هذا المُوسم حَدَثَ فيه غَمرٌ بمياه الأمطار لمساحاتٍ مُقدّرةٍ في القطاعين المطري والمروي.
نأمل من الوزير الجديد أن ينجح ويصلح ما أفسده الدهر ونرى مُؤشِّرات إيجابية تَقُود الزراعة إلى بَرّ الأمان.
وإن كان فعلاً يُريد النجاح فنتوقّع منه الجلوس مع المُزارعين والاستماع إلى قضاياهم ورؤاهم.
وينبغي عليه كذلك أن يَهتم بجمعيات الإنتاج الزراعي والحَيواني، لجهة أنّها المَخرج الوَحيد للزِّراعة ولا بَديل لها، لأنّها أعطت المُزَارِع الحَق في إدارة شَأنه الزراعي بنفسه دُونَ وسيطٍ، عكس الاتّحادات المَطلبيّة التي هضمت حُقُوق المُزارع وأبعدته من دائرة الإنتاج.
لا بُدّ للوزير من تَشجيع المُنتجين على تكوين جمعيات الإنتاج الزراعي والحيواني.
كلها قضايا مُلحّة تنتظره، إضَافَةً إلى إنقاذ المُوسم الزراعي الحالي من الفَشل فِي ظِل الضَبابية التي بدأ بها ويَسِيرُ عليها.
السودان يملك إمكانات فريدة والزراعة، تنقصها الإدارة الجيدة التي تُحوِّل المساحات الزراعية الشّاسعة إلى حُقُولٍ مُخضّرةٍ مِن سِمسم وفُولٍ وذرةٍ وقمحٍ وقطنٍ وزهرة شمس، كلها محاصيل استراتيجية، ومحاصيل صادر تحتاج إلى سياساتٍ رشيدةٍ لتزيد من الإنتاجية.
أخيراً.. هل نقول انتهى زمن الهوان بالزراعة..؟ ولتكن البداية مُوفّقة باختيار أهل الزراعة للزراعة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.