لأجل الكلمة || لينا يعقوب

“وسيط” سد النهضة!

شارك الخبر


يتضح من خلال الاجتماعات التي اختتمت أمس السبت في الخرطوم، حول ملء وتشغيل خزان سد النهضة بين الدول الثلاث أنها “فشلت” ولم تحقق المرجو منها، وإن كان الجانبين السوداني والإثيوبي بدا أكثر دبلوماسية وهما يتحدثان عن تقدم محرز.
المتابع لمواقف السودان في الجولات السابقة من المفاوضات، يرى أنها لم تتغير مع تغير الحكومة المدنية وسقوط النظام السابق.
مازالت أقرب إلى إثيوبيا، باعتبار أنها مستفيدة من بناء السد، لكنها تعمل على حل مخاوف الجانب المصري فنياً وسياسياً وأمنياً.
وفي الساعة التي ذكر فيها وزير الري السوداني بروف ياسر عباس، أن عمل اللجنة الفنية لا بد أن يستمر، لأن للدول الثلاث “قدرة” على مواصلة العمل سوياً، خاصةً بعد وجود نقاط توافق حدثت في هذه الجولة، أصدر الجانب المصري بياناً يقول فيه إن المباحثات وصلت إلى طريق مسدود، بعد رفض إثيوبيا كل الأطروحات التي تراعي جانب مصر.
الوزير الإثيوبي دعا إلى مؤتمر صحفي عاجل في السفارة الإثيوبية، نفى فيه ما ساقه الجانب المصري من فشل المباحثات، باعتبار أن الخبراء من الدول الثلاث قدموا مقترحات أخرى مما يعني أن التفاوص لم يصل إلى خواتمه.
إصرار الجانبين السوداني والإثيوبي على عدم فشل الجولة، لا تعززه الأخبار المُعلنة أو المُسربة، والتي كانت “ضبابية”، تتحدث عن تقدم لكن لا يُرى له أثر.
مصر وضعت شرطاً للعودة، تمثل في وسيط دولي يمكن أن يقرب بين الأطراف، هو ما رفُض من السودان وإثيوبيا.
ويبدو أنها الآن بين خياري التدويل أو التهديد بالحرب!
وفي ظِل تقارب الموقفين السوداني والإثيوبي، جاء مقترح مصر بـ”الوساطة الدولة”، بعد بيان أمريكي أعلن فيه دعمه للمُفاوضات الثلاثية الجارية “يحفَظ حقوق الجميع لتحقيق الازدهار والتنمية الاقتصادية المُستدامة، إضافةً إلى احترام دول وادي النيل لبَعضهم البعض”.
وإن كان البيان الأمريكي محايداً بين الدول الثلاث، إلا أنه تحسس ناعم قبل الدخول في الملف.
وباعتبار أن العلاقة الأمريكية جيدة مع كل من مصر وإثيوبيا، وما زالت في رحم الغيب مع “السودان”، يصبح قبول الوسيط الأمريكي مرجحاً إلى حين، وإن رُفض بصورة قاطعة الآن.
يبقى على الأطراف معرفة الموقف الحقيقي للجانب الأمريكي من سد النهضة، وملئه وتشغيله!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.