القيادي بالحرية والتغيير رئيس الاتحادي الموحد محمد عصمت لـ(حوار مفتوح): (1-3) لا أتفق مع الصادق المهدي في هذه النقطة (…)

حوار: ضياء الدين بلال

القيادي بقوي الحرية والتغيير ورئيس الحزب الاتحادي الموحد محمد عصمت، كشف في برنامج حوار مفتوح الذي تبثه قناة النيل الأزرق ويقدمه الأستاذ ضياء الدين عن رؤيته لتوحيد الأحزاب الاتحادية، وقال إن حزبه ليست لديه نظرة غير سليمة تجاه المكون الختمي بالحزب الاتحادي. وتناول الحوار أبرز قضايا الراهن السياسي.

  • محمد عصمت اسم واحد أم اسمان؟
    اسم مركب الوالد يحيى عبد الله المبشر، وله قصة وهي أن الوالد كان بعيدا إبان ولادتي، فأرسل تلغرافا بالتسمية محمد والوالدة أصرت على عصمت ليوفق خالي بين الطرفين وتمت التسمية محمد عصمت.
  • لِمَ تسميتم بالحزب الاتحادي الموحد فليس هناك فرق؟
    لا، فهناك فرق، إذ أننا عندما نتحدث عن الحزب الاتحادي اخترنا كلمة الاتحادي لأنها الرباط بين كل الأحزاب والتيارات الاتحادية، ومشروعنا قائم أصلا على توحيد هذه الأحزاب ولذلك عندما أضفنا له كلمة الموحد بين قوسين باعتبار هذا حلمنا وشوقنا في وجود حزب اتحادي واحد موحد في المستقبل.
  • اتحادي مع من؟
    اتحادي مع ذاته.
  • الاتحاد مع مصر هل ما تزالون مع العهد القديم والعودة للاتحاد مع مصر؟
    لا نحن لدينا رؤية في الحزب الاتحادي الموحد وتتلخص في أننا نتمنى أن نكون روادا للحرية والمواطنة من أجل الحفاظ على ما تبقى من وحدة بلادنا وأن نسعى في المستقبل لاستعادة وحدة شعبينا في الشمال والجنوب .
  • إذن الاتحادي هنا تقصدون بها الجنوب وليس مصر؟
    أبدا.
  • لكن هذا مختلف عن المحمول التاريخي؟
    هذه صياغة جديدة.
  • تقصد الاتحاد مع جنوب السودان؟
    نعم أولا نحافظ على ما تبقى لأن وحدة بلادنا أصلا مهددة، وفي المستقبل نسعى لاستعادة الوحدة بين شعبينا في الشمال والجنوب .
  • لكنكم بتسمية الموحد توحون بأنكم وحدتم الاتحاديين وهذا أمر غير حقيقي؟
    حقيقة الحزب الاتحادي الآن في عضويته هو عبارة عن وحدة بين مجموعات من داخل الأحزاب والتيارات الاتحادية لكنها لم تكتمل. نحن أصلا عضويتنا هي مجموعات من كل التيارات والأحزاب الاتحادية، لأننا أصلا بدأنا هذا المشروع في أغسطس 2015م نحن حقيقة هالنا حجم التمزق والتشتت بين الأحزاب والتيارات الاتحادية، ولذلك نحن الآن نسوق هذا المشروع.
  • كيف تسوقون وأنتم تصنعون حزبا جديدا يضيف للانقسام والتشرذم بإضافة حزب جديد؟
    كيف نكون حزبا جديدا وبالأصل عضويتنا هي جماع لعضوية لأحزاب اتحادية أخرى.
  • كم عضويتكم أصلا؟
    حاليا عضويتنا تعمل على القيادات الاتحادية في المركز والولايات، فعضويتنا حاليا ليست جماهير وإنما قيادات اتحادية على مستوى الخرطوم والولايات في مدنها وقراها.
  • إذن هو حزب لقيادات وليس القواعد؟
    لا أصلا الغرض من هذه المسألة أننا بواسطة هذه القيادات يمكن الوصول للجماهير الاتحادية على مستوى البلد كلها.
  • الوعي السياسي تجاوز وجود قيادات تحرك الجماهير بالإشارة؟
    (والله منطق) لكن الآن أستطيع القول إننا في المسار السليم.
  • ما هو الدليل على أنكم في المسار السليم؟
    الدليل منذ بداية مشروعنا في 15 أغسطس حتى الآن نحن عضويتنا من القيادات الاتحادية على مستوى البلد كلها تتقدم، نحن الآن موجودون في 11 ولاية ومايزال تجميع القيادات يتواصل، وفي كل يوم ينضم إلينا قائد اتحادي في منطقة من المناطق.
  • إذن هو حزب بطبيعته كما قال الشريف حسين حزب للزعامات والقيادات وإنه ورث حزبا من الزعيم الأزهري كله قيادات وزعامات؟
    ما الضير في ذلك، أن يكون كل الحزب قيادات وزعامات (هل هذا عيب؟).
  • لا بد أن يكون بالحزب قيادات وقواعد والقيادات متجددة أم أن القيادات لديها حكم تاريخي بأن تكون قيادات والبقية قواعد؟
    لا توجد أحكام تاريخية، أصلا نحن في الحزب الاتحادي لدينا إرث موجود في عدة مستويات على مستوى القيادات وعلى مستوى القيم وعلى مستوى البرامج والأهداف، نحن الآن فكرتنا الأساسية كيفية المواءمة ما بين الموروث وما بين متطلبات الحاضر وبما نستشرفه من المستقبل.
  • بالأرقام، الآن كم حزب اتحادي يوجد في الساحة بالاسم والعنوان؟
    إذا كنت تتحدث عن حزب على الأقل بالاسم والعنوان عبارة عن سبعة أحزاب وتيارات .
  • ما الاختلافات المركزية بين هذه المجموعات؟
    جزء كبير منها له خلافات منطقية وأخرى غير منطقية.. الأولى إذا كان هناك حزب اتحادي يفكر في وحدة عربية أو وحدة وادي النيل نختلف الآن معه على الأقل من الناحية النظرية، إذا كان هناك أحزاب بينها خلافات تنظيمية في عملية إدارة المؤسسة ما بين هنا وهناك فهذا يبقى خلاف تنظيمي ومشروع. بالتالي إذا لم تكن الاختلافات حول هذه الأمور فإن الخلاف يصبح غير منطقي وأسبابه مسائل شخصية وغير منطقية.
  • الجانب الشخصي عادة يكون هو الغالب في مثل هذه الخلافات؟
    لا أظن ذلك في هذه المسألة أعتقد تحقيق أهداف الخلاف ما بين الأحزاب الاتحادية غير منطقي ولا يمكن أصلا تبرير أن حجم الاختلافات الموجودة كلها غير مبررة وغير منطقية بأي حال من الأحوال، كما أنني لا أنكر وجود غير المنطقي لأنه أمر وارد.
    • مثل ماذا غير المنطقي؟
    أحيانا هناك من يختلف معك في أشياء غير جوهرية وغير منطقية .
    • ما الذي يمنع الوحدة؟
    في تقديري أرى أنه لا توجد إرادة حقيقة لتنفيذ الوحدة الاتحادية .
    • لماذا؟
    كما قلت لك لأسباب منها ما هو منطقي وجوهري وهناك أسباب لا منطقية ولا جوهرية.
    • هل تحتاجون إلى صلاح سالم مرة أخرى ليوحدكم؟
    إطلاقا.. وهل وحدنا صلاح سالم هذه فرية تاريخية، إذا كان يفتكر الناس سفر الاتحاديين إلى مصر لتوقيع الاتفاق أمام محمد نجيب كان سببه الأساسي مسألة الحاجة إلى جهة خارجية أو غيره أبدا هذا غير حاصل اقرأ تاريخ الأشقاء، فرية الاتحاد مع مصر هذه غير حقيقية، ويوجد تياران داخل المكونات الاتحادية في ذلك الزمان تدعو للوحدة مع مصر.
    • ذلك حقيقة تاريخية مصر ومخابراتها هي التي قامت بتوحيد الاتحاديين؟
    من أكبر الأحزاب الاتحادية التي وقعت الاتفاق هو حزب الأشقاء بقيادة الزعيم الأزهري وبقية الأشقاء، اقرأ تاريخهم كله، هل فيه سطر واحد عن الوحدة بين السودان ومصر.. إطلاقا أرجع لمؤتمر باندونق عندما أصر عبد الناصر على أن يجلس الوفد السوداني خلفه، فماذا كان موقف الزعيم الأزهري؟
    • هل صلاح سالم هو الذي أسهم في توحيد هذه الأحزاب الاتحادية أم لا؟
    لا هذه كانت إرادة من هذه الأحزاب .
    • التاريخ لا يقول ذلك؟
    التاريخ يُقرأ من عدة جهات، وليس بالضرورة أن تقرأ التاريخ من زاوية واحدة أو من فكرة واحدة وهذه قراءتنا نحن كاتحاديين .
    • هل ما تزال مصر تؤثر في المحددات الداخلية للأحزاب الاتحادية؟
    نعم شيء طبيعي تأثير مصر، وهو غير قاصر فقط على الأحزاب الاتحادية.
    • لكن في الأحزاب الاتحادية أكبر؟
    ربما لأنه كانت هناك أحزاب اتحادية تدعو إلى الوحدة مع مصر لكن تأثير مصر على السودان وعلى المنطقة كلها أعتقد أنه واضح .
    • في فترة محددة أصبحت كل محاولات الانفصال عن المكون الختمي داخل الحزب الاتحادي تبوء بالفشل؟
    أولا نحن ليست لدينا نظرة غير سليمة تجاه المكون الختمي، الحزب أساسا لديه ثلاثة مكونات أساسية ورئيسية بدأت منذ تكوين الأحزاب قبل سبعين سنة للوراء الحزب الاتحادي هو جماع للطرق الصوفية التي منها الطريقة الختمية والمكونات القبلية والمثقفون بصورة عامة، هؤلاء كانوا الثلاث الكتل الرئيسية التي تكون الحزب الاتحادي عبر تخلقاته كلها، ولذلك نحن ليس لدينا أي تحفظ على وجود الطريقة الختمية داخل الحزب الاتحادي بأي حال من الأحوال.
    هذه المسألة يجب أن تكون دقيقة جدا، نحن ما عندنا خلاف مع السيد محمد عثمان الميرغني، نحن خلافنا مع طريقة إدارة الحزب في عهده، وهاتان مسألتين مختلفتان تماما. كامل الاحترام لمحمد عثمان الميرغني وكامل الاحترام لكل شيوخ الطرق الصوفية الموجودين داخل الحزب الاتحادي عبر تخلقاته كلها، وما عندنا خلاف مع الطرق الصوفية وأفتكر أن إثارة هذه المواضيع وسط الاتحاديين الغرض منها أن الحزب الاتحادي يظل مفتتا ومشرذما.
    • خروجكم ما كان مفترض تعترضوا على المواقف والإدارة من داخل فضاء الحزب الاتحادي الأصل وليس تكوين حزب آخر؟
    يا عزيزي الأحزاب ليست أبقارا مقدسة الأحزاب بل وسائل لخدمة الأوطان والحرية، أنا إذا لم أجد الحزب كوسيلة أحقق به أهدافا تنموية وتطويرا واستقلالا وديمقراطية وحرية وطنا وشعبنا فمن باب أولى الخروج.
    • الأحزاب أصبحت قليلة الفاعلية فكيف تفسر عدم صبرها على الخلاف ومن ثم الانقسام؟
    أتفق معك أن هذا غير مرغوب فيه لكن هناك لحظات تاريخية ومفصلية، أنت بتصل إلى قناعة الحزب أصلا فكرة رؤية وفي مجموعة تؤمن بها وبالتالي بتأخذ مسارها الحزبي، أنا إذا أصلا وصلت إلى هذه القناعة فمن باب أولى أن أبحث عن مكان أو كيان آخر .
    • مفترض تصبر داخل مؤسستك إلى أن تقنع الناس ويكون عندك مقدرة على التأثير، أريد الانتقال إلى حاجة تانية؟
    لا لا نقف هنا حتى لا تفكر بأننا ركضنا للانقسام، أنا شخصيا بدأت ممارسة العمل السياسي داخل الحزب الاتحادي بالعمل السري عام 1978م وبعد بداية العهد الديمقراطي الثالث أصبحت أحد الناشطين بل أحد المرشحين في دائرة من الدوائر وظللت طوال عهد الإنقاذ أعمل داخل الحزب الاتحادي برئاسة مولانا محمد عثمان الميرغني.
    نحن حقيقة قررنا الخروج في لحظة معينة في عام 2004م بعد مؤتمر المرجعية، نحن شعرنا أن حزبنا يسير إلى مساومة تاريخية مع نظام الإنقاذ بعدما تواترت اجتماعات ما بين علي عثمان محمد طه والقيادة السياسية للحزب الاتحادي في ذلك الزمن، هذا كان موقفا مفصليا بالنسبة لنا واتخذنا القرار بأن هذا الحزب لم يعد المكان الصالح بالنسبة لممارسة نضالنا ضد الإنقاذ .
    كنت قريبا جدا من الراحل المقيم الزعيم محمد الأزهري؟
    نعم هذا طريقه، وهذه وصيته، ولذلك نحن إلى نهاية الطريق.
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.