ببساطة د/ عادل عبد العزيز الفكي

الاستفادة من طاقات وحماس الشباب

شارك الخبر

بالأمس وأنا عائد من المكتب بعد الرابعة عصراً شاهدت في حينا منظراً سر قلبي كثيراً، شاهدت المهندس أيمن أحمد موسى، والمحاسب علاء الدين إبراهيم، والمحامي مصعب عثمان العوض، والكنداكة عزة عادل، وهم شباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، شاهدتهم يجتهدون في رش الزيت الراجع على البرك التي خلفتها مياه الأمطار في حينا، وذلك لمنع توالد البعوض الناقل للملاريا، هم بالإضافة لشباب آخرين من الحي كونوا لجنة نشطة لإزالة النفايات وتحسين بيئة الحي.
النشاط الذي تم في حينا بواسطة الشباب يجري مثله الآن في عشرات الأحياء بولاية الخرطوم، ولكن ما لاحظته أن الحكومة على مستوى الوزارات المركزية أو الولايات أو المحليات أو الوحدات الإدارية تقف الآن موقف المتفرج، وهو ما جعل نشاط هؤلاء الشباب محدود الأثر. ماذا يفعلون أمام تلال هائلة من النفايات؟ أو أمام مصارف مقفولة بالكامل؟ أو أمام شوارع وطرق بها حفر هائلة يمكن أن تبتلع مركبة بكاملها؟ أخشى ما أخشاه أن يتسرب الإحباط واليأس لنفوس هؤلاء الشباب، فنكون قد فقدنا فرصة هائلة وفرتها لنا روح الثورة المجيدة.
أقترح هنا اقتراحاً عملياً قابلاً للتنفيذ متعلق بأحد الأنشطة المهمة التي يقوم بها الشباب، وهو نظافة وإزالة النفايات من الأحياء السكنية؛ أقترح أن تخصص وزارة المالية بولاية الخرطوم مبلغاً مالياً لشراء عدد 100 تكتك لنقل النفايات كمرحلة أولى من شركة جياد. (هذا مضمن في ميزانية هذه الوزارة للعام 2019)، يربط توزيع هذه التكاتك بمعدل 3 تكتك لكل حي بشرط تكوين جمعية تعاونية في الحي المعني، تتولى استلام وتشغيل هذه التكاتك تحت إشراف مسجل الجمعيات وإدارة اقتصاديات التعاون بالولاية.
وافقت شركة المثال للتمويل الأصغر على إعداد دراسات جدوى لكل جمعية تعاونية تتمكن بموجبها الجمعية من الحصول على تمويل من البنوك أو مؤسسات وشركات التمويل الأصغر، ويكون الغرض من التمويل شراء ماكينة صغيرة لتكسير وحزم البلاستيك، وماكينة لتخمير باقي الأكل لتحويله لسماد عضوي (فكرة تدوير النفايات) وتوفير تمويل تشغيلي للتكاتك. والتزمت شركة المثال نفسها بشراء البلاستيك المحزوم، والسماد العضوي، من الجمعيات التعاونية بعد تدريب الشباب على جمع القمامة المنزلية مصنفة من داخل البيوت. الكيس الأزرق للبلاستيكيات، والأخضر لبقايا الطعام، والأسود لباقي القمامة.
من جانب آخر يقترح أن تلتزم هيئة نظافة ولاية الخرطوم ووزارة التخطيط العمراني ووحدة التمويل الأصغر ببنك السودان بمساندة هذا المشروع.
النتيجة النهائية المنتظرة نظافة الأحياء من القمامة من خلال تدويرها، وتحقيق دخل للجمعية التعاونية بالحي يمكنها من الصرف على تجميل الحي وإضاءته وردم الحفر بالشوارع. النموذج مطبق بالفعل ببعض المربعات بالدروشاب وأركويت.
ندعو السيد والي ولاية الخرطوم لتبني هذا المشروع الذي سوف يخرج الشباب من حالة الإحباط التي بدأت تنتابهم. والله الموفق.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.