الطريق الثالث – بكري المدني

ويسألونني عن قوش!

شارك الخبر
  • الزميلة ندى محمد من صحيفة (الانتباهة)تسألني أمس عن مدى صحة الخبر الذي أورده موقع (سوداني نت)عن اقتراب موعد عودة الفريق أول صلاح قوش والذي جاء على لسان أحد قيادات قوى الحرية والتغيير.
    • لم أتوهم أن (ندى)سألتني لوجود اسمي على قائمة الذين يحللون الأحداث والأشخاص ويقيني أنها سألت بناءً على نشر سابق لي على هذه المساحة قام على أحاديث بيني وبين قوش وكنت قد وعدت بمواصلة النشر لولا أن الرجل أحجم عن الحديث لتقديرات خاصة به على الرغم من كثرة السائلين عن أحوال وأقوال وأخبار قوش!

    • بما أنه ليس لدي معلومة تعضد خبر عودة قوش القريبة فلا مناص من التكهن والذي من بابه استبعد عودته – على الأقل في الراهن الجاري – لجملة من الأسباب منها مخاطر التقاضي التي تتهدده من بعض أحزاب قوى الحرية والتغيير جراء اتهامات لجهاز الأمن تحت إدارته بالضلوع في تجاوزات ضد المتظاهرين وربما قضايا مماثلة سابقة لذلك التاريخ إضافة إلى مواقف سالبة لكثير من الإسلاميين تجاه قوش عبر مختلف لافتاتهم السياسية والذين يحملونه جميعاً نتيجة التغيير الذي أطاح باليمين ومكن لليسار.

    • الفرضية الأولى جنائية والقانون هو الكفيل بالفصل فيها سواء حضر قوش قريباً أو لم يحضر أو تم إحضاره أو حتى إعلان براءته غائباً كان أم حاضراً بينما الفرضية الثانية سياسية وهي التي تتطلب تقييم ما قام به الفريق قوش من ناحية موضوعية.

    • في تقديري الخاص أن موقف الكثير من الإسلاميين اليوم تجاه قوش وخاصة في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ليس له مبرر لظني أن الرجل قد فض ولاءه لهذه الجماعة منذ سنوات خلت سابقة حتى عودته الأخيرة لإدارة جهاز الأمن والمخابرات الوطني والذي عندما أعيد له عمل على إعادة تشكيله من أي (سوداني وضكر)غض النظر عن توجهه السياسي كما كان يردد لخاصته وربما شريطة ألا يكون (إسلامياً)كما يريد في خويصة نفسه !

    • برأيي أن البشير نفسه ما أعاد قوش لإدارة الجهاز إلا بعد ملاحظته كفر الرجل بالإسلاميين وتنظيمهم الذي لم يعد البشير يثق في غالب قياداته وقواعده وإن فات على البشير أن كفر قوش بالإسلاميين يشمله هو أيضاً كقائد لهم يجب الإطاحة به لصالح السودانيين !

    • بالعودة إلى بعض المواقف والمقولات أجد ما يعزز انتفاء ولاء قوش لجماعة الإسلاميين منها مقولة سمعتها منه مباشرة فحواها أنه كان قد نصح البشير مرة بكنس كل (الإخوان المسلمين)-هكذا سماهم – من أجهزة الحكم وإبدالهم بآخرين والثاني موقف وليس مقولة وتمثل في انفتاح قوش الكبير على القوى السياسية أيام رئاسته لمستشارية الأمن انفتاحاً يمكن قراءة نية بناء تحالف سياسي من خلاله واضحة في مقابل التيار الإسلامي الحاكم وقتها وإن سار في الحوار تحت مظلته!

    • في بعض محطات الأزمات السياسية التي أحاطت بالإنقاذ قبل سقوطها ما كان قوش يلجأ للتحالف مع أية قيادات أو مجموعات إسلامية حتى فرية علاقته بتحرك مجموعة العميد ود إبراهيم كانت فطيرة أما مد جسوره مع قيادات وزعامات من خارج البيت الإسلامي خاصة مع الميرغني والمهدي فلقد كانت واضحة وفاضحة الأخيرة هذه تحديداً من قبل الإمام الذي فضح طلب قوش له بقيادة التغيير عندما قال له (البلد بلا رأس تعال قودنا!)هذا إضافة إلى تصريحاته الغريبة ذلك الزمان حول وطنية وإيجابية الحزب الشيوعي الخصم التاريخي للإسلاميين !

    • في لحظات الحنق التى أعقبت سقوط الإنقاذ حاول بعض الإسلاميين التشكيك في علاقة قوش بالحركة الإسلامية من أساسه ومضى المتطرفون منهم إلى اتهامه بأنه كان (غواصة) داخل التنظيم ومع تقدير ظرف وحال هذا التشكيك يبقى السؤال الموضوعي حول مدى قناعة قوش بالطرح الإسلامي أصلاً وعلى الذاكرة الإجابة الداوية والصادمة للإسلاميين والتي كان قوش قد أدلى بها للزميل صديق دلاي عندما سأله عن بدايات علاقته بالاتجاه الإسلامي وهو في سن الطلب وتمثلت تلك الإجابة في كلمات واضحة وقائلة إنه (لم يدخل الحركة الإسلامية إلا لتنظيم وقته كطالب علم !)
      على الطريق الثالث

    سأعود لهذا الموضوع عاد قوش أو لم يعد!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.