استراحة د. علي جمعة

وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ

شارك الخبر

أيام الله على قسمين: قسم كان قبل ميلاد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وسلم، وقسم بدأ بعد ميلاده الشريف الأنور؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم علامةً فارقة في تاريخ البشرية وعلاقتها مع ربها، في الدعوة إلى قضية الكون الكبرى، وإلى مراد الله من خلقه، وإلى الحق الذي له حقيقة، والحقيقة التي لها حق.
رسول الله هو ذلك الفارس الكريم، الذي يُلخص قضية الخلق جميعها.. يلخص مراد الله من خلقه؛ ويلخص قضية التوحيد، ويلخص قضية التشريع، ويلخص قضية الإنسان، ويلخص عودته إلى ربه في يومٍ يُبنؤنا فيه ربنا بما كنا فيه نختلف.
رسول الله هو الرحمة المهداة، وهو خاتم النبيين والمرسلين، وهو حبيب رب العالمين.. أرسله الله للناس كافة بشيرًا ونذيرا، وسراجًا منيرا، ورحمةً للعالمين وأسوةً للخلق جميعا، وشفيعًا لهم ينفعهم في الدنيا والآخرة، وهو أحب خلق الله إلى الله، وهو أعظم خلق الله عند الله سبحانه وتعالى.
رسول الله خير من الكعبة.. خير من العرش والكرسي والسماوات والأرض.. خير من كل ما خلق الله.
رسول الله هو بابنا إلى الله؛ سد الله كل الأبواب إلا باب النبي.
رسول الله
ومبلغ العلم فيه أنه بشر ** وأنه خير خلق الله كلهم
رسول الله
دع ما ادعته النصارى في نبيهم … واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرفٍ … وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له … حدٌ فيعرب عنه ناطق بفم

رسول الله لخص الرسالات قبله
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلقٍ … ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس … غرفًا من البحر أو رشفًا من الديم
وواقفون لديه عند حدهم … من نقطة العلم أو شكلة الحكم

ماذا نقول؟ وربنا – سبحانه وتعالى – يقول فيه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى).
ماذا نقول؟ وقد قال فيه ربه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
ماذا نقول؟ وقد قال فيه ربنا ممتنًّا علينا، وهو – سبحانه وتعالى – صاحب المنة (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
ربنا – سبحانه وتعالى – ذكر أعضاءه الشريفة (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا)، (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ)، (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) ذكر الله – سبحانه وتعالى – وأقسم بعمره ولم يقسم بعمر أحدٍ قط (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ).
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هو أسوتنا إلى الله؛ فينبغي عليك أيها المؤمن أن تقوم بثلاثة أشياء:
أولاً: أن تعلم حال رسول الله؛ حاله مع ربه.. حاله مع نفسه.. حاله مع الناس من حوله مؤمنهم وكافرهم.
ثانيًا: أن تصدّق بذلك بعد أن تفهم، وفهمك وتصديقك لا يجعلك متبعًا لسيدنا رسول الله، حتى تعيش حاله في نفسك.
ثالثًا: أن تعيش حاله – صلى الله عليه وسلم – .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.