حتى لا ننسى منى الفاضل

عشم الحبيب

شارك الخبر

مشاعر المحبة  بين الحبيبين من أنبل مشاعر الحب الجميل التي تنبع بين قلبين حميمين وفي بعض الأحيان قد لا يربط بينهما أي رباط أسري، ولكن صدف الحياة قد تجمعهما فتتحول العلاقة من معرفة إلى حب وارتباط روحي يحمل في طياته أشواق وأحلام مستقبل واعد .
 كثير من الأحيان تتعرض العلاقة بين المحبين إلى توتر بعضه بسبب الظروف الحياتية العادية اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، وبعضها بسبب سوء الفهم بينهما فى أمر معين أو إصرار كل واحد منهما على صحة رأيه، ويصبح سوء فهم قد يتفاقم حتى  يضلل إلى انفصال في العلاقة وفي الأغلب هو العناد أو التحدي وتمسك كليهما بأنه أصح وليس قابلا للنقاش، وقد يكون الاثنان على خطأ أو على صواب، ولكن لاعتدادهما بالنفس يصبح حجر عثرة .
 عادة  بين البشر هناك بعض الناس طيبو النفس وخفيفو الروح، فيقوم أحدهما وبعشم كبير بالتنازل عن موقفه ومع علمه بصحة موقفه وفي الأغلب يتنازل من يكون هو على صواب دائما، فإيمانه بالحب والعلاقة والعشم في الحبيب كان أكبر من أن (يُكاجر) ويغضب حبيبه، ولكن ذلك المتعجرف الذي قد يكون كثيرا على خطأ، ولكن ترفعه عن الاعتراف بالخطأ يجعله يترفع حتى على السعي في مبادرة استمرار العلاقة ويأخذ جانب المتظلم ويظل يراقب بكثب إقدام  طرفه الآخر طيب النفس والروح ليتقدم وذلك ليس بيقين تام على أنه هين أو رخيص، ولكن  الطرف العنيد تعود على أن يأخذ منه أكثر من أن يعطيه وفي تلك النقطة تزداد الأنانية في الأخذ وعادة ما تكون من الطرف المُخطئ، فكثير من المُخطئين مُقلون في الاعتذار والثقة في النفس لأنها تغلف (بالأنا الزائدة) وهي التى تخرب كل عامر وتُدمر كل بيت جميل .
العشم ليس ضعفا.. وإنما  ينبع  من شخص قوى عادة، فجوانب قوته هي التي تدفعه للسعي في العلاج، لأنه يعلم تماما أنه  يستطيع أن يُصلح كل مائلة ويجعلها عديلة لتتماشى مع العلاقة الجميلة وتفكيره الراقي بأن استمرار العلاقة هذه تعني له حياة ويميل للحفاظ على هذه الحياة التي اختارها بكل نوايا طيبة وحرص، ولكنها ليست لضعف كما يعتقد الطرف المُتعالي وهو ُمخطئ .
 لا يأتي العشم من فراغ فهو ينبُع من نفس تعودت على العطاء والكرم حتى بأحاسيسها، لذلك لا ترى عيبا في أن تتعشم خيرا في المحبوب، فهذا ديدن المُحبين الصادقين القابٍعين على جمر الحياة ومتمسكين بالأمل الذي هو رفيق لخطواتهم ويجعلها ثابتة وواثقة من تعدي كل طرق متعثرة .
 وجود العشم كلمة ومعنى في علاقات الحب والقلب والوجدان، يعني وجود الشراكة والطمأنينة التي تُؤطّر العلاقة بتحصين آمن يجعلها تسير بهدوء تام ومن غير قلق، فكلما زاد العشم في الآخر كلما زادت محبتنا له وتأكيدنا بأن لا خذلان يأتينا ممن نحب!!! وتلك هي سرية استمرار علاقات المحبين بقوة وعدم يأس، فكلما يُثبت الطرف الآخر أنه عند حسن الظن والعشم فيه، كلما ازداد الارتباط غلاظة ومتانة ويربطهم حبل ولا يقطعهم سيف، فالحب يصنع المعجزات ومن معجزاته الطمأنينة وراحة البال التي لن تجدها عند شخص آخر غير الحبيب، لذلك فالعشم فيه هو واجب ومهم وضروري، من يعتبره ضعفا لم يعرف يوما الحب سبيلا إلى قلبه .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.