أمام الجاليات السودانية في أوروبا حمدوك في بروكسل.. تحديات ومطالب

بروكسل: محمد عبدالعزيز

ما أن وصل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى المنصة في فندق بوسط بروكسل أمام حشد من المقيمين السودانيين في أوروبا حتى نهض الحضور مرددين بصوتٍ واحد: “الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية”.
ابتسم حمدوك قبل أن يقول: “لن نرتاح دون إنصاف الضحايا وتحقيق العدالة الانتقالية… أنا سعيد أن أكون معكم”، ليأتيه الرد سريعاً من جانب الحضور: “نحن أسعد”.

تحديات وموجهات
قال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إن شعار ثورة ديسمبر المجيدة هو الهادي والموجه لبرنامج الفترة الانتقالية ممتدحاً دور السودانيين في المهجر في دعم صمود الشعب السوداني أمام قوى الشر والظلام.
وقدم حمدوك تنويراً حول برنامج الفترة الانتقالية متمثلاً في إيقاف الحرب وبناء السلام المستدام، ومعالجة الأزمة الاقتصادية، وبناء مؤسسات الدولة، وتحقيق العدالة، وبناء سياسة خارجية متوازنة تراعي مصلحة السودان، والتمثيل العادل للمرأة إلى جانب الأولويات الأخرى المتمثلة في الصحة والتعليم ورفع القدرات.
واستعرض حمدوك جهود الحكومة في تحقيق السلام العادل والشامل ومذكراً بأول زيارة خارجية لمدينة جوبا مضيفاً: “نحن شعب واحد لقي نفسه في بلدين”، ولفت حمدوك إلى أن الانفصال نتاج طبيعي لسياسة امتدت لعقود.
وأكد حمدوك على تفاهمات كبيرة مع حركات الكفاح المسلح وأن الخلاف الأساسي يتمحور حول تحقيقه بسرعة أم بطريقة أسرع، وأشار حمدوك لرمزية زيارة الفاشر كأول محطة داخلية وبوصفها أول زيارة لمسؤول حكومي رفيع لمعسكرات النازحين ولمح لسخرية البعض وتركيزه على قميصه دون الالتفات لرمزيته.
حمدوك أشار إلى أن جملة من التحديات على رأسها عملية السلام في مسارين وإيجاد معالجات للازمة الاقتصادية ووجود السودان ضمن لائحة الدول الراعية للإرهاب ومعالجة الأزمة الاقتصادية إلى جانب إدارة التنوع والمؤتمر الدستوري في مناخ للتوافق على ثوابت.
رئيس الوزراء قال إن السودان يتطلع لتعاون ثلاثي بين إثيوبيا ومصر والسودان حول ملف سد النهضة على قاعدة “الربح للجميع”.
وأضاف رئيس الوزراء السوداني في لقاء بالجالية السودانية في بروكسل أن الدول الثلاث اتفقت خلال مشاورات واشنطن على خارطة طريق لتجاوز الصعوبات الفنية المتصلة بسنوات ملء بحيرة السد وإدارته مضيفاً: “لو فشل الأمر يمكن حينها بحث مسألة الوساطة”.
وجدد حمدوك التأكيد على قدرة السودان على تجاوز تحديات السلام المستدام والأزمة الاقتصادية بالعمل الجماعي.
على صعيد آخر أشار حمدوك إلى أن من ثمار الثورة أن يجتمع السفير والجالية في مكان واحد وهو ما يؤسس لعلاقات جديدة مضيفاً: “علاقة السودانيين بالبعثات الدبلوماسية كانت التوقف للتظاهر أمامها”.
وقال حمدوك إنهم يتطلعون لدور أكبر للمهاجرين في رسم السياسة الدولية ومناصرة السودان إلى جانب العمل على تخفيف معاناة الشباب الحديثين في الهجرة.
في الأثناء قال وزير التجارة والصناعة مدني عباس مدني إن الحكومة عازمة على بناء مؤسسات الدولة داعياً الخبرات السودانية للمساهمة موضحاً أن حل المؤتمر الوطني وتفكيك بنية التمكين من أبرز الأولويات لإرساء دولة العدالة والقانون.
ممثل الجالية السودانية في بروكسل محمد موسى حريكة دعا لتفكيك البعثات الدبلوماسية التي أتت بها سياسة التمكين وإعادة هيكلة جهاز العاملين في الخارج والأسواق الحرة وكل الشركات التي تتصل بعائدات المغتربين.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.