لأجل الكلمة || لينا يعقوب

قمر سوداني

شارك الخبر

أوردت وكالة (ا ف ب) الفرنسية خلفية خبرية حول “إطلاق الصين أول قمر اصطناعي سوداني” قالت فيه: “على الرّغم من أنّ هذا أول قمر اصطناعي على الإطلاق يطلقه السودان، إلاّ أنّ هذا البلد الغارق في أزمة مالية واقتصادية خانقة لديه منذ عقود برنامجاً فضائياً”..
وتشير الخلفية إلى استغراب مبطن حول بلد فقير يعاني من الأزمات الكثير، لكنه مع ذلك يبحث عن تطوير الأقمار والفضاء بدلاً عن التفكير في أهل الأرض..!
ولعل من سخريات القدر، ورغم اختلاف الموضوع، أن معظم القنوات السودانية إن لم يكن جميعها، باتت عاجزة عن الظهور في قمر نايل سات بسبب عدم سداد الرسوم..!
المعلوم أن تكلفة إطلاق الأقمار الاصطناعية عالية جداً، لأنه ليس بمقدور أي بلد إطلاق “قمر”، لأسباب مادية ولوجستية بحتة، أو لأسباب جغرافية طبيعية، تمنع أعظم الدول مثل روسياً، من إطلاق أقمار عبر مداراتها، مما يضطرها أن تفعل ذلك عبر دول قريبة منها.
لكن وبالتعمق أكثر حول الفوائد المرجوة نجد أنها تركزت في “التعدين” بالصورة الأكبر.
وعمليات التعدين عديدة، تبدأ بالاستكشاف ثم معالجة الصور لتحديد الكميات المتوقعة ثم التنقيب فالاستخلاص ثم الصهر والوزن والأختام لتأتي المرحلة الأخيرة المتمثلة في “البيع”.
وأكثر المراحل كلفةً هي الاستكشاف ومعالجة الصور وتحديد الكميات، أي دراسة الجدوى وبدء العمل.
وخلال السنوات الماضية، كانت الشركات تدفع المليارات في هذه المراحل ويكون اتفاقها مع الحكومة مسبقاً في النسب، غض النظر إن كان المربع فيه معادن أم لا. لكن مع الأقمار الاصطناعية، يمكن تحديد المربعات ونوع المعادن وكمية تقريبية منه.
كما أن الفوائد العسكرية التي ظلت تفكر فيها الحكومة السودانية سابقاً وحالياً، – وهي فوائد لا تهم المواطنين كثيراً – تتمثل في توجيه الطائرات المسيرة، ومراقبة تحركات الجيوش الصديقة والمعادية، وكذلك حركة الحدود، وتحديد مسارات التحرك للقوات.
وعلى هذا القياس، يمكن تحديد ما إذا كان إطلاق القمر السوداني من الصين، سيوفر مبالغ طائلة على السودان ويعود عليها بالنفع الكثير، أم أنه مجرد إطلاق لـ”الشو” السياسي والإعلامي.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.