الطريق الثالث – بكري المدني

أسرار الثورة

شارك الخبر
  • عندما أكتب ما يتوفر لي من وقائع اللحظات الأخيرة للثورة السودانية خاصة فيما يلي الجانب العسكري والأمني فإنني أكتب معلومات حملتها أحياء يرزقون ومتاحون وهم شخوص في التاريخ المعاصر وليس الغابر ويمكن لأي شخص أن يستوثق منهم ويمكن لأي منهم أن يتصل برئيس التحرير نافياً ما أكتب أو موضحاً إن رأى فيه زيادةً أو نقصاناً فهذه مقالات تنشر على صحيفة لها وضعها الاعتباري وليست دردشةً أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي!

  • في عامودي السابق والذي جاء تحت العنوان(تصحيح مسار الثورة)حاول البعض التشكيك في رواية اتصال الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين بالبشير من داخل غرفته بعد إعلانه معتقلاً من قبل جهاز الأمن وأؤكد اليوم فعلاً أن هذه الرواية صحيحة والفريق قوش كان قد وجه باعتقال عبدالرحيم وهو باستقبال مباني الجهاز، ولقد طلب عبدالرحيم من الضباط العودة لبيته القريب لأخذ أدويته ورافقوه إلى هناك حيث قام من داخل الغرفة بإجراء اتصال تلفوني فداهموه وحاول المقاومة ولكنه استسلم في الآخر !

    • ليس هذا فقط ما يلي الفريق أول عبد الرحيم فالرجل كان وزير دفاع سابق، وكان يقوم بالتواصل مع بعض الضباط أيام الاعتصام متجاوزاً الفريق أول ابنعوف للدرجة التي فكر فيها الأخير وقبل أسبوع من التغيير في اعتقاله -لولا- أن قوش أخبره أن هذه الخطوة سوف تفسد كل شيء.
  • الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين كان قلقاً جداً من قوش ومن تأثيره على قيادات الجيش وكان كثير (الحوامة)تلك الأيام حول القيادة ومباني الجهاز، ونفسه تحدثه بأن هناك شيئاً يدبر بين تلك الجدران، والحقيقة لم يكن الفريق أول عبدالرحيم وحده الذي يشعر بالقلق فزميلنا في (الكتابة)المهندس الطيب مصطفى كان الأكثر قلقاً ولقد نبه البشير كثيراً من خطورة قوش عليه أحياناً بشكل مباشر وأحياناً عبر إخوانه.

  • الغريم التاريخي لقوش الدكتور نافع علي نافع والذي تباعدت خطاه عن الرئيس السابق عمر البشير بسبب ترشيح الأخير لانتخابات 2020 وبسبب خلفية نافع الأمنية كان قد وصل إلى قناعة بأن قوش يدبر أمراً ما ولما لم يستطع مقابلة البشير وكان الوقت يمر والنار تقترب من الدار اضطر لإرسال بعض القياديات بالمؤتمر الوطني (أتحفظ على ذكر الأسماء) لمقابلة حرم الرئيس السيدة وداد بابكر وإخطاره عبرها بما يجري حوله لكن قوش كان يلتقط كل شيء ويبدده في حينه !

  • هناك نقطة جوهرية خدمت الفريق قوش وجعلت البشير لا يثق في كل ما ينقل له عنه وهي إحساس الرئيس السابق بالخطأ الذي ارتكبه باعتقاله السابق لقوش بتهمة الاشتراك مع مجموعة العميد ود إبراهيم في انقلابها المعروف وهي التهمة التي وصل البشير إلى قناعة بعدم صحتها، ولكن المفارقة أن قوش فعلها فعلاً المرة التالية!

    على الطريق الثالث

العامود التالي (نونسكم) إن شاء ألله عن الدور غير المعلن للفريق أول حميدتي في الثورة فلقد انتهى زمن (الدسدسة والغتغيت) – متى وأين التقى الفريق حميدتي بقوش وكيف أقنعه بالتغيير ؟!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.