أجندة عبدالحميد عوض

فاقد الشيء لا يُعطيه

شارك الخبر

*لا أرى سبباً وجيهاً واحداً، يجعل 5 من أعضاء مجلس السيادة الانتقالي، ضمن رحلة خارجية واحدة، مهما كانت الدولة المقصودة أو الهدف من الرحلة، وهو ما حدث الثلاثاء الماضي، حينما قاد عضو المجلس الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وفداً للمجلس لجوبا، يضم إضافة لشخصه، كلاً من الفريق ياسرالعطا، ومحمد الفكي سليمان، ومحمد حسن التعايشي، وعائشة موسى السعيد، ومعهم كذلك وزير ديوان الحكم الاتحادي، يوسف الضي.
*اعتقدت، وأنا أطالع الخبر الخاص بتلك الرحلة أنها تتصل بملف السلام في السودان، وتحديداً ملف التفاوض مع حركات الكفاح المسلح الذي ترعاه جوبا، لكن فوجئت لاحقاً أن الغرض يتعلق بملف السلام في جنوب السودان ومتابعة توصيات قمة عينتبي الأخيرة، خاصة ما يلي ترتيبات تنفيذ اتفاقية السلام بين فرقاء دولة الجنوب التي يرعاها السودان.
*مع كامل التأمين والتأكيد على أهمية السلام في الجنوب للبلدين، لكن الأمر، لا يحتاج لهذا العدد الذي يساوي قرابة نصف أعضاء المجلس ما قد يعطي مؤشرا لحالة فراغ يعيشها السادة الأعضاء المحترمون، أو مؤشر رغبات منهم فقط لمجرد السفر، وأياً كان السبب فهو غير مقبول وغير مفهوم، ويستحسن أكثر توزيع المهمام والملفات بين أعضاء مجلس السيادة بأسرع ما يكون.
*من المدهش أكثر سفر وزير ديوان الحكم الاتحادي، حيث فشلت كل محاولاتي وبكل الحسابات في إيجاد علاقة لوزارته بالسلام في الجنوب فلم أجد، و أكتشف كذلك سر تغييب وزارة الخارجية، والتي هي أصلاً من رعى مفاوضات سلام الجنوب، أيام الدكتور الدريري محمد أحمد.
*بعيد عن هذا وذاك، تعكس عملية استمرار توسط السودان في سلام الجنوب، وتوسط الجنوب في سلام السودان، مدى المفارقات في العلاقة بين بلدين كانتا رتقاً واحداً، حتى 2011؛ فالفريق السوداني بقيادة حميدتي الذي ذهب لمتابعة تنفيذ اتفاق سلام الجنوب، سيتحول في العاشر من ديسمبر المقبل، إلى وفد تفاوض مع الحركات المسلحة تحت رعاية حكومة جنوب السودان، بمعنى أن كل دولة من الدولتين تحاول المساعدة في تحقيق سلام في الدولة الأخرى، في حين هي نفسها فشلت في تحقيق السلام داخلها، ما يقدح في أهليتها في القيام بمهمة الوساطة.
*لو نظرنا في أجندة التفاوض هنا وهناك تجدها واحدة، مثل الترتيبات الأمنية ونظام الحكم والمشاركة العادلة السلطة والقسمة العادلة للثروة، وكل ذلك يقود إلى حقيقة واحدة: فشل نتائج الانفصال الذي لم يتعافَ بعده السودان ولا حقق للجنوب ذاته.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.