العروة الوثقى د.أحمد التجاني محمد

العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة

شارك الخبر

اطلت السفارة الامارتية بالخرطوم في عيدها الوطني الـ(48) بثوب قشيب شاركت فيه كل صنوف الشعب السوداني واطيافه السياسية شكل ذلك حدثا فريدا عكس مكانة الإمارات العربية المتحدة في قلوب الشعب السوداني.
العيد الثامن والاربعون مهرجان باذخ الثراء الادبي والفني لدولة تتكئ على مبادئ وقيم وتقدم وازدهار ادهشت العالم بما احتوته خلال العقدين الماضيين من تقدم فني وفكري وفلسفي وتكنولوجي شكل فجر ضمير الانسانية.
الثاني من ديسمبر كل عام يعتبر عيدا وطنيا وتحتفل به دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى قيام اتحادها الذي تأسس في عام 1971م حيث الانطلاقة التاريخية التي بدأت بمقترح تقدم به الراحل المقيم الشيخ زايد واجمع عليه حكام الإمارات السبع، بعد قبولهم مبادرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي ومعه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، والشيخ خالد بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والشيخ محمد الشرقي حاكم الفجيرة، والشيخ أحمد المعلا حاكم أم القيوين، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، حاكم عجمان، واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم حيث أقر دستور مؤقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها.

ارست الوحدة الإماراتية تقليدا فكريا عظيما ومن اطروحة الشيخ زايد انبزغت شمس الوحدة والاعتصام لدولة الإمارات ادت الى تطور الدولة ومجتمعاتها وانطلقت منها مشروعات عملاقة تحقيقا لحلم الشيخ زايد الرئيس المؤسس صاحب الرؤية والفكرة والحكمة لتحقيق اهداف واضحة ومحدودة تستند في مجملها على الايمان بأن الاتحاد وسيلة مهمة لتحقيق التقدم والازدهار والتنمية بما لها من قدرة على جعل المستحيلات ممكنة واصبح الدستور الإماراتي ميثاقا يتواصى عليه الآباء والابناء جيلا بعد جيل وبذلك تحول الرصيد المجتمعي الى سلوك متحضر مع اعلاء المثل العليا وقيم العمل والانجاز وحب الوطن وبنائه ونهضته وبذلك نهضت الإمارات دولة وشعبا.
ولقد اتسعت روافد دولة الاتحاد الإماراتي خلال السنوات الماضية وعمت خيراتها وبركاتها الدول العربية والاسلامية مسخرة جهودها وامكاناتها لبناء قيم الانسانية واصبح لدولة الإمارات اليوم تمثيل دبلوماسي في كل العالم وحاضرة في كل مشهد سياسي واصبحت المهرجانات السياحية اعراسا مفتوحة لكل الامم والشعوب لزيارة دولة الامارات. وشكل هذا الانفتاح دعوة حضارية لبناء مجتمع الانسانية وهو شعور نابع من الايمان العميق بأن الانفتاح للآخر والتواصل معه يعد افضل استثمار لبناء مجتمع المستقبل وهو الجسر الرئيسي الوحيد لنشر قيم العلم والمعرفة والسلام الاجتماعي والتسامح والتطور الحضاري واللحاق بركب الامم والشعوب.
منذ قدوم السفير محمد حمد الجنيبي للخرطوم اصبح العيد الوطني لدولة الإمارات مهرجانا للابداع الثقافي والاقتصادي والسياسي وملتقى جامعا لكل اطياف الشعب السوداني بفضل انفتاحه وتواصله الشعبي مع المجتمع، ومن هذا المنطلق لم يعد بالامكان للمتتبع لمجريات الامور بالسودان وتطورات الاحوال في العالم الا أن يقدر مساهمة الإمارات ودعمها اللامحدود للسودان في هذه المرحلة ويرجع الفضل للسفير (الجنيبي) ودبلوماسيته كما ساهم السودان مع الإمارات في حقب ماضية وهذه شواهد تؤكد متانة العلاقات بين الشعبين الشقيقين، ولا ادل على ذلك من الحضور الشعبي والرسمي الذين ضاق بهم السوح الفسيح للمشاركة في مهرجان السفير بالعيد الوطني وكانت مشاركة الفنانين الاماراتيين في احتفالات السفارة بالخرطوم معطرة بالابداع والتراث والادب والشعر الذي يجسد هذه المعاني، فالتحية للذين اثروا الاحتفاية بإبداعاتهم الفنية والادبية، من كنوز ابداعية راسخة اقامت جسرا للتواصل بين الشعبين ومنحت شركات الطيران تذاكر سفر على طيران الاتحاد والخطوط الإماراتية لبعض المشاركين الفائزين في الاحتفائية فضلا عن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
ولعل ما يزيد من ابراز ما تحظى به دولة الإمارات وما تقوم به من جهود سياسية واقتصادية واجتماعية الحضور الكبير للصحفيين والاعلاميين ومعلوم أن الحضور الاعلامي يغري رجال السياسة والسلك الدبلوماسي للتبشير بكل ماهو جديد ومفيد لنهضة الامم والشعوب وهنا لابد لنا من تحية للاستاذ الصحفي والاعلامي الكبير عصام عباس الذي عاشرناه في حقبة صحيفة الوطن واستفدنا منه كثيرا على رسم هذه اللوحة الفريدة.
اخيرا ويبقى في ضوء هذا المهرجان بالعيد الـ(48) لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة تطلعات وآمال كبيرة لتعزيز الدبلوماسية بين الخرطوم وابو ظبي والعمل على إحداث شراكات اقتصادية كبيرة تساهم في معالجة الركود الاقتصادي لبلادنا ونأمل أن تعزز الإمارات من متانة هذه العلاقات التي بنيت مع السودان منذ عهد الراحل المقيم الشيخ زايد وان تستمر في عطائها حتى لا يؤاخذ الشعب السوداني بتصريحات سفهائه وكل عام والشعب الإماراتي بألف خير.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.