البدوي يوسف

زكريا حامد .. “الجود والبشاشة اتقالدن واتوفن “

شارك الخبر

أيامك مضن متل البروق الرفن
كتر النوح عليك ترع العيون ما جفن
تاج عز الصداقة رقد معاك اتكفن
الجود والبشاشة اتقالدن واتوفن
نعم توفيت البشاشة والبديهة الحاضرة بالقاهرة مساء الخميس الماضي، وقبرت بالخرطوم صباح السبت، مع أستاذنا وصديقنا زكريا حامد الذي ودع الفانية بعد مسيرة حافلة بالعطاء في عالم الصحافة .
كان الفقيد يتمتع بقدرة عالية على إضفاء أجواء من البهجة والمرح في كل مكان يحل فيه، ويترك ذكرى عطرة لا تنمحي في كل دار يغشاها وإن لم يطل المقام فيها، ويتميز بموهبة نادرة في نسج العلاقات وكسب الصداقات وغرس بذور المحبة وتعهدها بالسقيا حتى تستوي على سوقها وتمتد فروعها ويتسع ظلها لكل من يسعده الزمان بمعرفته .
عرف في الوسط الإعلامي بأنه “حبيب الكل” ، و”فاكهة الصحافة” بسمو أخلاقه وسخريته المحببة للنفوس وظرفه المعهود ورقيه اللافت ولطفه النادر وحبال وده الموصولة مع الجميع وكرمه الحاتمي .. ولعل نظرة عجلى في “السوشيال ميديا” تكشف للقارئ كيف سالت أحبار ومشاعر الأحباب جداول في “الفيس بوك والواتساب وتويتر ” ، تعدد مناقبه ومآثره وتستذكر طرفه وقفشاته وحكاويه التي لا تنتهي .
ومن عجب أن تلك المحبة لم تقتصر على من زاملوه في العمل وعرفوه عن قرب وخبروا معدنه الأصيل، بل امتدت لزملاء في المهنة لم يسعدهم الحظ بالعمل معه أو التلاقي في دروب الحياة ومع ذلك كانت لهم وقفتهم المشهودة في رحلة علاجه إلى القاهرة و آلمهم فقده الموجع .
نسأل الله أن يتغمد عبده زكريا حامد بواسع رحمته وأن يتقبله قبولا حسنا بعد أن وجد القبول في الأرض .. ففي الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض”.
ونتضرع إلى المولى عز وجل أن يلهم آله وذويه وأحبابه الكثر وعارفي أفضاله وأياديه البيضاء الصبر والسلوان .
ما أوسع الحزن..
ما أغزر الدموع ..
ما أضيق الكلمات .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.