الطريق الثالث – بكري المدنى

14 ديسمبر والأيام التالية

شارك الخبر
  • سريعا جدا وبعد نحو ثمانية أشهر فقط من نجاح الثورة ونصف هذه المدة تقريبا من تشكيل حكومة الفترة الانتقالية ظهر على الساحة من يدعو للتظاهر ضد حكومة الثورة في 14 ديسمبر القادم. وسواء أنجحت الدعوة المرتقبة أم لم تنجح يبقى السؤال حول أسباب هذه الدعوة ؟
  • في تقديري من الأسباب الرئيسة الداعية للتظاهر ضد حكومة الثورة السلوك السياسي للقوى الحاكمة (قوى الحرية والتغيير) وضعف التماسك بينها مما دفع بعضها إلى خانة أقرب للمعارضة منها لموالاة الحكومة التى تمثلها وأبرز مثال لذلك الحزب الشيوعي الذي يعد بمثابة (العقل) للحرية والتغيير وأحزاب أخرى وإن لم تعارض الحكومة بشكل صريح الا انها عافت الفترة الانتقالية كلها وأصبحت تعد نفسها لانتخابات مبكرة وأبرزها حزب الأمة القومي وأحزاب ثالثة وان اتفقت استيراتيجيا مع الحرية والتغيير ولكنها تختلف معها اختلافا تكتيكيا يضعف الجدول اليومي للحكومة الانتقالية وامثلتها في حزب البعث والمؤتمر السوداني
  • كتلة ثانية مهمة من قوى الحرية والتغيير خسرها التحالف قبل أن يبدأ مشوار الحكم وتتمثل في الحركات المسلحة والتي كان من الممكن أن تكون رصيدا سياسيا هائلا لقوى الحرية والتغيير ولكن طريقة تشكيل التحالف ومجلسي السيادة والوزراء من بعد والتفكير في تعيين نواب المجلس التشريعي والولاة حرم كل هذا وغيره قوى الحرية والتغيير من رصيد سياسي ضخم كان من الممكن أن يكون في حساب الحرية والتغيير وعلى حساب غيرهم !
  • من الأسباب الرئيسة الأخرى والمهمة في تقديري والتي دفعت بالدعوة للتظاهر في 14 ديسمبر الفشل الباكر لحكومة الفترة الانتقالية والذي تمثل في عدم وقف التدهور الكبير فى معاش الناس مع البطء في تحقيق العدالة ورغما عن توفر الدقيق والوقود مثلا إلا أن الحكومة فشلت فشلا كبيرا في ادارتهما عبر اجهزة الدولة، الشيء الذي يقف اليوم وكل يوم وراء الأزمات المتواصلة في حركة المواصلات ورغيف الخبز هذا بالطبع غير الأخطاء الكبيرة في الملف الاقتصادي الكلي للدولة خاصة في مجال الصادر اما بالنسبة لملف العدالة فلم تقدم حكومة (قحت) حتى اليوم والوقت يمر والاسراع في تحقيق العدالة مطلوب لم تقدم ملفا واحدا كاملا للعدالة سواء في الفساد أم القصاص!
  • من الأسباب أيضا التي تعد من مظاهر فشل حكومة قوى الحرية والتغيير انشغالها بأشياء جلبت لها العداء أكثر من التأييد ومنها بعض القرارات والإجراءات المتمثلة فى التغيير من وجهة نظرها طبعا ومنها للذكر وليس الحصر التوسع في إجراء الاقالات ليشمل وظائف ومواقع لم تكن جزءا أصيلا من النظام السياسي السابق والاتجاه إلى سن سياسات تصادم قيم المجتمع السودانى وعقيدته مثل النحو الجاري لتغيير المناهج الدراسية والسياسات والتصريحات الفطيرة لمسؤولين عن ملفات الثقافة والصحافة والرياضة والدين!
  • أخيرا أيضا وليس آخرا كذلك يبدو أن حكومة الفترة الانتقالية لا تسير على النحو المطلوب في ملف العلاقات الخارجية على الرغم من اجتماع قوى إقليمية ودولية واجماعها على ضرورة اقتلاع النظام السابق وتأييدها الكبير للثورة وإعجاب شعوب العالم حد الافتتان بها ولم تقم الحكومة الحالية حتى اللحظة بخطوة واحدة لها ثمرة واضحة للإفادة من هذا المعطى بل العكس تتسبب الحكومة وقواها السياسة دائما في أخطاء تدفع الآخرين المهمين في الملعب الاقليمي والدولي لإعادة تقييمهم لما يجري في الملعب الداخلي !
  • نجحت مسيرة 14 ديسمبر القادمة او لم تنجح فإن مؤشرات رحيل حكومة الفترة الانتقالية باتت واضحة ما لم تنجز ما عليها إنجازه من مهام عاجلة وما لم تتدارك قوى الحرية والتغيير ايضا وضعها الحالى والذي هو اقرب للحل والعزل من غيرها!
  • الاتهام بأن 14ديسمبر يقف وراءها إسلاميون إن منع بعض الناس من الخروج فى هذا اليوم فلن يمنع كل الناس من الخروج في الأيام التالية!
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.