حتى لا ننسى منى الفاضل

شعبي الراغب المتمنع (3-3)

شارك الخبر

قادتنا سلسلة هذا الموضوع في الحلقات السابقة بدءاً من حياة الشخص الخاصة إلى أن وصلنا إلى أن الفرد الذي من حقه الحرية في حياته الخاصة بكامل تفاصيلها دون تطفل على تفاصيلها بأي شكل أو حق، تتواصل مسيرة هذا الفرد نفسه حتى يصل إلينا في التقائه بحاجيات الآخرين وهنا بدأت مقولة حريتك تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين، وصلنا إلى أنه على الرغم من أن للمجتمع دورا سلبي جدا حتى على مستوى الخاص والخصوصي في الربكة السلبية التي تصيبنا كأفراد، عاد نفس الفرد ليضع بصماته على حياة آخرين كمتغول على خصوصياتهم، هؤلاء الآخرين أنفسهم الذين كان لهم تأثير سلبي على الجزء الخاص من حياته، كل تلك الدورة الكاملة تؤكد أن الفرد لا يستطيع الإنسلاخ من مجتمعه وبئيته مهما تنكر لذلك، وبنفس القدر لا يمكن للمجتمع الاستغناء عن أي فرد فيه، خلال كل ذلك نصل إلى نتيجة واحدة قاطعة أننا جميعنا في أشد الحاجة الكبيرة لبعضنا البعض، وأي تغيير يبدر من شخص في مجتمعنا سيؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على المجتمع وستظهر تلقائيا بطريقة غير محسوسة ولكن حتما ستغير، للحرص الكبير على أن يشمل هذا التغيير كل السلبيات والقضاء عليها تماما لتسري عدواها بين الجميع، فالجميل يسعد مهما غلى ثمنه .
وإن إنشاد التقدم والرقي لا يأتي بالمباني والأثاثات والتكنلوجيا، بل يأتي برقي الروح والتعامل الإنساني الراقي الذي نواته الأولى في تعامل الأسرة ذات النطاق الضيق الذى ينشأ بين زوجين أرادا تكوين أسرة ويصبحون أفرادا فعالين بيننا، فالتركيز الأساسي الذي يجب العمل فيه هو أسلوب الصراحة والصدق والتعبير عن كل ما تحمله الأنفس لهذه الرفقة المؤنسة التي بجانبه وفضفضة كل الممكن والمستحيل لها، ليسود مفهوم كامل دون استحياء أو خوف أن كامل المتعة في هذه الرفقة لا في غيرها ليكون أساس البيت ثابت راكز وكما يقولون في أغنيات البنات (البيت بخيت) بخاتة البيت هذه تأتي من السكينة التي تحميه من زلازل الفتن والنقة والخلافات والتصدع ويصبح بيتا تحويه الفضيلة والحماية ففيه كامل متعة الدنيا التي تمنع منها مجتمعنا اسحياءً وأحيانا تكبرا وفي نواحٍ هروبا .
بعد أن يتعود هذا الفرد على الإنسانية الراقية سينشرها حوله في كل معارفه أصدقائه أحبابه والجميع، بعد أن يصبح مجتمعا آمنا لا تنقصه أقل مقومات الإنسانية سيزيد الكسب والإنتاج والفلاح والعمل، ستتغير كل الأفكار السلبية والهواجس التي كانت تسيطر عليه من قبل ويصبح مجتمعا ليس متماسكا فحسب، بل قويا مصادما يعي حقوقه كاملة ويعرف كيف يحافظ كل فرد فيه على أشيائه الخاصة دون الحرج الذى كنا نُمارسه على بعضنا حتى في التفاصيل الخاصة التي تُؤنب عليها .
الحياة في قمة البساطة والجمال لا تصعُب إلا بقسوتنا على بعضنا، فكلما وجدت انسياب الأمور في حياتك بعيدة عن التعقيد والتفاصيل المُرهقة المنفرة، كلما أقبلت على الحياة بفرح وتفاؤل وجمال بعيد كل البعد عن ما كانت عليه. ولا يمكن علاج أي حياة دون حُب أو صراحة وصدق فلا نكابر ونُجامل، لم يُرهق مجتمعنا غير المجاملة حتى في إخفاء الجميل لإرضاء الآخرين فقد هلكنا يكفينا …
لنغير حياتنا بالحب أيها الشعب الجميل الصابر .
ودمتم ….

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.