الطريق الثالث – بكري المدنى

كنانة – حكومات تجيء وحكومات (تروح)!

شارك الخبر
  • بالأمس تساءل الصديق محمد عبد القادر في عموده المقروء بالزميلة صحيفة (اليوم التالي)عن أسباب زعل السيد وزير الصناعة مدني عباس مدني من كنانة. والحقيقة القضية ليست زعلا ولم تبدأ بالسيد مدني عباس وإنما هي حالة لازمت كنانة التي أنشئت بشراكة عربية وعالمية في العهد المايوي.

  • بعد سقوط نظام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري بدأت الأنظمة التالية التدخل في شركة كنانة بداية بحكومة الديمقراطية الثالثة مرورا بالانقاذ ووصولا لمرحلة الحكم الانتقالي الحالي وكل محاولات التدخل كانت ولا زالت للنيل من النظام الإداري لكنانة والتي حافظت به لأكثر من 40 عاما على موقعها الأول في أفريقيا وضمن اكبر ثلاث شركات على مستوى العالم لإنتاج السكر.

  • المفارقة في العلاقة بين كنانة والحكومات السودانية المتعاقبة أن الأخيرة تعامل الأولى على اساس انها شركة عالمية على أرض السودان وهي كذلك فعلا من خلال واجباتها تجاه عامليها والقاطنين حولها ولكن بذات المعادلة لا تنال كنانة كامل حقوقها كـ(شركة عالمية) من الحكومات السودانية وأول تلك الحقوق عدم التدخل في عمل الشركة!

  • لأكثر من 40 عاما ظل إنتاج كنانة متقدما ومتنوعا والسنوات القليلة التي لاحظنا انه بدأ يتراجع فيها على قائمة الإنتاج كانت هي السنوات التي تدخل فيها النظام السابق بشكل سافر في عمل كنانة وخلط أوراق العمل الإداري فيها وحينما عالجت الشركة هذا الخلل بتكليف السيد عبد الرؤوف ميرغني بموقع العضو المنتدب وإعادة المهندس يحيى محمد يوسف للعمل بدأ إنتاج كنانة في الصعود مجددا وعلى موعد بتحقيق إنجاز عالمي جديد فقط لو كفت الحكمة يدها واذاها عن كنانة!

  • هب أن الحكومات السودانية هذي والتي سبقتها والتي سوف تليها كفت عن التدخل في شركة سكر كنانة وظلت الأخيرة هذي محافظة على موقعها الإقليمي والدولي في التقدم وعلى ميزتها كأفضل مخدم في السودان يمنح الرواتب العالية وكافة الخدمات للعاملين مجانا من السكن للتعليم والصحة وحتى الماء والكهرباء ويفيض إلى ذلك بالمسؤولية الاجتماعية إلى مناطق الجوار – هب أن كل هذا استقر واستمر هل هذي غايتنا كشعب سوداني من شركة عالمية توجد على أرض بلادنا ؟!

  • لماذا لم تقم على أرض السودان بعد كل هذي العقود والتجارب من عمر كنانة عشر شركات ومصانع للسكر على ذات تصميم وإنتاج وإدارة كنانة تقدم ذات الواجبات وتقوم بكل الحقوق ؟! عشرة ! قل لماذا لم تقم 100 شركة مثل كنانة ؟! كان الاستفهام الأخير هذا للسيد يحيى محمد يوسف على سؤالي السابق وعودة المهندس (يحيى) لإدارة كنانة الخضراء من الموقع تذكرني بعودة (روجيه ميلا) لقيادة فريق الكاميرون من داخل الملعب الأخضر في مونديال كأس العالم الذي كان قد سبقه بالاعتزال وكان ما كان للكاميرون بقيادة العائد (ميلا)!

  • كنانة التي كانت وكنانة التي ستبقى وكنانة القادمة و(كنانات) السودان التي لم تتحقق بعد تطالعونها كلها عبر سرد (حكاوى) الليلة الطويلة مع نائب العضو المنتدب لكنانة والتي ظللتها الابتسامات الصافية والواثقة من كل شيء للمدير الإداري عادل محمد عباس والتي سنفرد لها مساحة صفحة كاملة على هذي الصحيفة فانتظروها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.