استفهامات أحمد المصطفى إبراهيم

الدولار عملة محلية

شارك الخبر

يبدو أن الاقتصاد السوداني يسير على خطى لبنان ، منذ عدة سنوات ما عاد اللبنانيون يتعاملون بالليرة اللبنانية. فكل أسعار الخدمات والسلع صارت بالدولار. ويحدث ذلك في حالة تدهور العملة المحلية وانخفاضها بالخطى الأرنبية (قفزاً) وليس مشياً محسوب الخطى.
أسباب تدهور قيمة العملة المحلية متعددة أبرزها قلة الإنتاج، الفساد، وسوء الإدارة وأخيراً الانفلات. وكل ذلك عبر النظام المصرفي. عندما لا يلتفت القطاع المصرفي الى تمويل الزراعة والصناعة ويغرق في الخدمات يكون ذلك.
وإذا ما زاد عليها الفساد وتحكم إدارات المصارف الرقابية والتنفيذية ويتحكم في المدخرات على هوى مجالس الإدارات التي فصلت لها قوانين بنك السودان تفصيلاً. نتج عن ذلك أكثر من ثلاثين مصرفا محليا وبضعة مصارف أجنبية (ستشد الرحال قريباً وقد بدأت بعد أن مصت أو (شفطت) كل خيرات البلاد بعون نافذين وبتطويع القوانين لتحقق مصالحها).
نتج عن هذا الفساد وسوء الإدارة تدهور قيمة الجنيه السوداني وكان السوق قبل سنوات يجتهد في مجاراة الانهيار بتقدير وتوقع قيمة الانخفاض ويضع السعر . اليوم ما عاد التجار، وتجار اليوم متعلمون ومواكبون للعلم، فصار الواحد منهم يضع سعر سلعه بالدولار في تطبيق إكسل ويضع السعر يوميا على حسب سعر الدولار ولا ينسى هامش ربحه الذي لا رقيب عليه، وفي كثير من الأحيان لا يقل عن 100% لذا حدث الغلاء وازداد الفقراء فقراً والأغنياء غنىً ودعماً. هل إبعاد البنك المركزي عن التحكم في الذهب هو حل مشكلة تدهور العملة المحلية؟ وهل الحلول (الفاخرة) لمصلحة أفراد ام لمصلحة الوطن وكيف تفتقت ذهنية وزير المالية ليرهن المعدن النفيس كأغلى سلعة في العالم (بعد الأخلاق) لشركة خاصة دون منافسة، هذا اذا سلّمنا بخروج بنك السودان المركزي من التحكم في الذهب.
لم يقتصر أثر تدهور قيمة الجنيه على السلع المستوردة، بل صار كل صاحب سلعة يُسعِّر كما يشاء في ظل عدم رقابة وانفلات إداري مهول، من يصدق ان أسطوانة الغاز والمحروقات الى وقت قريب كانت مسعرة من وزارة النفط (الآن اسمها الطاقة والتعدين) اليوم زاد سعرها في الخرطوم المدللة على 200 جنيه في بعض الأحياء وصل سعرها 220 وسمعت أن بعضهم أوصلها 250 جنيه داخل الخرطوم، فكيف سيكون الحال في الأقاليم البعيدة كل ذلك بحجة انخفاض العملة المحلية.
أخشى ألا يقف السير على خطى لبنان على العملة (وأنا ما بفسر وانتو ما تقصروا. حتى لا ندخل في مشكل دبلوماسي مع هذا البلد).
قال: كنت أشاهد في مظاهرات لبنان وعندما دخلت زوجتي حولت لحرب أفغانستان.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.