الطريق الثالث – بكري المدنى

مصالحة القوات النظامية (أولا)

شارك الخبر
  • ما كادت الأوضاع تهدأ في مدينة الجنينة غربي البلاد حتى انفجرت أحداث مماثلة أيضا في مدينة كادوقلي بجنوب كردفان حيث قتل ثلاثة اشخاص في صراع بين عشيرتين من قبيلة واحدة لتنقل أحداث القتل القبلي المروع إلى بورتسودان او حقيقة تعود إليها بعد هدنة لم تستمر طويلا هذا طبعا دون أن نقفل احداث العاصمة الخرطوم والتي راح ضحيتها نفر غير معلوم العدد حتى الآن قبل وأثناء وبعد الاحتفال بليلة رأس السنة.

  • صحيح لا الاقتتال القبلي في دارفور وجنوب كردفان والشرق وغيرها من بقاع السودان بجديد ولا حتى القتل في حوادث النهب والسلب دخيل على الخرطوم ولكن تزامن تلك الأحداث وتقاربها من حيث الزمن والأسباب وحدوثها في وقت تشهد فيه البلاد انتقالا كبيرا وتحولات ضخمة أثرت أكثر ما أثرت على القوات النظامية أمر مقلق ومؤشر خطير خاصة إن ما تطور هذا الأمر وخرج عن السيطرة.

  • يقينى أن من أسباب ما يحدث اليوم الإحساس بغياب هيبة الدولة ولقد كتبنا مرارا عن الحالة التى يعمل فيها بعض أفراد القوات النظامية كافة اليوم ما بين إحباط وانكسار انعكس سلبا وخصما على الأمن العام والخاص أيضا إذ بات العديد من الناس يحسون بالخطر المباشر على ممتلكاتهم وأسرهم وأرواحهم.

  • من الطبيعي أن يتأثر سلبا بعض أفراد القوات النظامية باستفزاز بعض الشباب لهم ومن الطبيعي أيضا أن تؤثر سياسات إعادة هيكلة القوات وإعادة النظر في ادائها لمهامها على تلك القوات وهذا كله ما يجب تداركه بأسرع ما يمكن لأن الأمن ليس مثل أسعار السلع يمكن تحمل غيابه او الحياة بدونه حتى استعادته.

  • المطلوب الآن وقبل فوات الأوان إعادة الثقة ما بين القوات النظامية والمجتمع باعتراف صريح وشجاع من أفراد هذا المجتمع خاصة الأجسام الثورية بدور القوات النظامية في حفظ الأمن بل وبدورها كمؤسسات في التغيير الذي تم.

  • إن الأمن وان كان ينبع من المجتمع إلا انه لا يكتمل إلا بالقوات النظامية ولا يستمر ويستتب من دونها لذا فإن اوى خطوات المصالحة الوطنية المطلوب بشدة اليوم أن تبدأ بين الأجسام الثورية في المجتمع المدنى وبين القوات النظامية.

  • إن العلاقة بين المجتمع والقوات النظامية لا تحتمل (ركوب الرأس).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.