حتى لا ننسى…منى الفاضل

كاميرا خفية

الكثير قد يكون شاهد الفيديو الذي قامت فيه بعض الفتيات بالاتصال على أمهاتهن او آبائهن من المدينة الطبية بإحدى الجامعات بانهن جاء لهن عريس وقد قررن الزواج وترك الدراسة وكان جميعهن من كليات علمية وأقسام طبية، الفكرة طريفة ومضحكة وخلقت لدى الكثير نوعا من الطرفة والضحك وخلقت للبعض مختلف التساؤلات ومازال العرض حول التعليق على رد فعل الفيديو مستمرا .

إن عرض بعض مشاكلنا الاجتماعية بصورة درامية طريفة، هي واحدة من الحلول الجميلة التي من خلالها يستطيع المجتمع تقبل المشكلة والتفكير فيها بصورة إيجابية، فالضحك واحد من التعبيرات المطلوبة لتُكسر روتين الحياة وتعبها.

جميع مشكلاتنا إن لم نُفكر في السبب الرئيس والأساس فيها لأصبحت معضلة، ونسعى في طريق الحل بدل ان نسعى في تكرار المشكلة، فالإيجابية والسير الصحيح لتحقيق أهدافنا في كل شيء مهم .

الدراسة لا تمنع الزواج إن كانت الفتاة او الفتى يستطيعان تحمل كل تلك المسئولية بكاملها دون انتقاص أمر على حساب الآخر وإن كان هناك اتفاق بينهما لتقاسم مسئولية المنزل ويستطيعان تكملة مهامه دون عناء .

من يريد بلوغ اية درجة علمية او وظيفية لا يحتاج الدعم من الآخرين مثلما يحتاج دعم نفسه لأن يكون وسيصبح رد فعل أولياء الأمور كانت مختلفة من أسرة لأخرى، وكل ذلك يأتي نتيجة لاختلاف نمط تفكير الأسرة دون الثانية في امر الزواج والارتباط لأبنائهم، فهناك بعض الأسر ترى أن الزواج هو الغاية الوحيدة لكل بنت، بينما ترى أسرة أخرى ان العلم هو الأنفع لها والزواج ملحوق، وهناك من يرى أن تكمل البنت وتعمل حتى تكفي أسرتها ما أنفقوه عليها كأنما هم كانوا بمثابة بنك ممول بالتقسيط وليست ابنتهم او ابنهم .

لكننا مع كل هذه الأفكار في الزواج وإتمامه ينقصنا الكثير جدا من ان نمد هؤلاء الشباب أنهم كيف يمكنهم أن ينجحوا ويستقروا لتصبح أسرهم مستقرة آمنة دون انفصالات او طلاق أصبح من مهددات العصر لكل ارتباط وحتى من يستمر يظل يشكو من ملل الحياة والروتين، نصر على الزواج ونرفض الحديث الصريح الواضح عنه بكل متطلباته من جميع ما يخص الحياة الزوجية، كي لا يقبٍل الشباب عليه وهم خاوي الوفاض إلا من إكمال نصف الدين او السترة كما يصفه البعض، ولكن السترة من ماذا؟! هل الزواج يحمي من الوقوع في الرذيلة؟ ام هل الزواج سيعمل على تغيير الطباع وتسييسها مجددا لتتواءم مع شكل الحياة الجديدة؟ وهل مسئولية البيت حقا تخص الزوجة دون سواها وأن الرجل هو سيد البيت والمجلس دون مساعدة حتى في أبسط متطلبات المنزل؟ لماذا لا نتعلم الصراحة في كل شيء والنقاش حول كل ما تطلبه الحياة ووضع صورة كاملة بكل حسناتها وعيوبها كي يحدد هؤلاء الشباب هل يستطيعون على هذه الحياة ويقدمان ام يدخلام لأجل التجربة وقد ينتج من هذه التجربة أبناء، أين سيذهبون إذا لم يستطيعا التواصل.

فكرة هاجس متى نتزوج المتفشية بين الجميع ليست خطأ، ولكن عدم الاستعداد النفسي والمعنوي لتحمل المسئولية هو الخطأ، ففي بداية الحياة الزوجية تظهر كل ما كان مبعدا من التعامل الطبيعي مع بعضهما لذلك وجب المعرفة ثم الإقبال عليه.

أي مشروع زواج بُني على أساس هش، سيستمر هشا وقد ينكسر ما بين الفينة والأخرى والأساس المتين يأتي من وعي الطرفين وتمام الحكمة والاتزان وأخذ الآخر كرفيق درب وشريك كل شيء وليس للضحك والفرفشة والقشرة فقط، فالحياة متعددة الألوان.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.