اجندة … عبدالحميد عوض

"نيقرز الدولة العميقة"

يحتاج الحديث الذي أدلى به نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو”حميدتي”لقناة سودانية 24 منتصف الشهر الجاري، بخصوص عصابات النيقرز، وارتباطها بالدولة العميقة، يحتاج لمزيد من الشفافية والتوضيحات الإضافية، سواء من دقلو نفسه، أو من أجهزة الدولة الأمنية، ذلك لأن الحديث فيه من الخطورة ما فيه، وربما تتبعه معلومات أخرى تفضح وتكشف حقيقة ما يقوم به عناصرالنظام البائد من تخريب وتلاعب حتى بأمن المواطن وحياته.
*وللتذكير، فإن حميدتي، قال في ذلك الحوار التليفزيوني، إن ظهورعصابات النيقرز له علاقة بالدولة العميقة، المستفيدة منهم، وكشف عن إلقاء القبض على المسؤول من تلك العصابات، وإيداعه السجن بعد أن سجل اعترافات في هذا الصدد، مشيراً إلى أن الدولة العميقة تستخدم العصابات لأغراضها “ويتموا بيهم الشغل”طبقاً لنص حديثه.
*وللتذكير أيضاً فإن النيقرز ظهروا في أوقات حرجة، واستخدموا بواسطة العصابة البائدة كفزاعة في فترة من الفترات، للتحذير من مآلات الأوضاع إذا سقط نظامهم الفاسد والمستبد، كما برز النيقرز بعد أيام من فض اعتصام محيط قيادة الجيش في الثالث المشؤوم من شهر يونيو الماضي، وقبل ذلك تحدث النظام عنها أثناء هبة سبتمبر 2013 بغرضه المريض، وهو تخويف الناس من المستقبل وإلهائهم عن ثورتهم .
*الآن بان جزء من الحقيقة، على لسان أعلى المستويات في الدولة، نائب رئيس مجلس السيادة وقائد الدعم السريع، والذي تحدث بثقة مطلقة، وفيما يبدو طبقاً لمعلومات كافية اطلع عليها بحكم منصبه، وتلك المعلومات ينبغي أن لا تكون حصراً على المسؤولين، بل يجب نشرها على الملأ ليعرف العالمين، كيف يفكر ويدبر من حكمهم لمدة 30 سنة، لم يرعو فيها عن فعل كل شيء بما في ذلك المتاجرة بحياة الناس الرخيصة عنده.
*مواطنون كثر، فقدوا أرواحهم أثناء تظاهرات سبتمبر 2013 وديسمبر 2019، وفي حوادث أخرى، كما فقد آخرون ممتلكاتهم، تحت لافتة وجود عصابات النيقرز، وحان الوقت لأن يعرف الضحايا من كان وراء ذلك، ويجب تقديمهم لمحاكمة عادلة تقتص لمن فقدوا أرواحهم وتعيد للمنهوبين ممتلكاتهم، ويُردع من سبب للمواطنين حالة الخوف والهلع في تلك الأيام.
*ما دام أن الدولة العميقة، تتلاعب بالأمن فلما لا نفترض بعد اليوم بغباء، عدم تلاعبها بمعيشة المواطنين وخدماتهم، مثل ما يحدث هذه الأيام، من أزمات في الخبز والمشتقات البترولية وغلاء في الأسعاروارتفاع في أسعار الدولار مقابل الجنيه، وغيرها.
*الثابت عند الجميع، أن عناصرالمؤتمر الوطني ابتلوا بحب سلطة اغتنوا منها، وعزعليهم مفارقة كراسيها وبهرجها، ولن يتوانوا في فعل كل شيء دون تانيب ضمير، بحثاً عن فشل الثورة التي أطاحت بهم .
أخيراً
نظام، يستخدم النيقرز ويطوعهم لصالح أجندته، لن يندم عليه أحد، هتف في يوم من الأيام “سقط بس”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.