أخيرا – قرار واحد صحيح !

بكري المدنى

  • في المرات القليلة النوادر التى التقيت فيها بالسيدة جريزيلدا حرم الراحل البروفيسور عبدالله الطيب أعجبنى فيها الحديث عن السودان القديم خاصة فيما يلي الخدمات والعادات والمرأة تحدث مستمعيها عن بلادهم بمعرفة اكثر مما يعرفون!

  • أكثر أحاديث السيدة جريزيلدا ذات الشجون حديثها عن التعليم في السودان ايام زمان من المناهج الى السلم التعليمي وحتى ازياء التلاميذ وفي الأخيرة هذى تتحدث دائما بأسى عن القرار الذي قضى بتغيير زي تلاميذ المدارس العامة من لبس الجلابية والسروال البلدي للبس الافرنجي !

  • بالأمس صدر قرار من وزارة التربية والتعليم بتعديل مواقيت العام الدراسي لتبدأ في سبتمبر وتنتهي في مايو وهو قرار سليم في رأي وعودة للتوقيت القديم والذي كان يمنح التلاميذ الإجازة الكبرى في فصل الخريف وليس الصيف كما صار في العقود الأخيرة.

  • في الماضي كانت الإجازة السنوية للمدارس في فصل الخريف حتى يتفرغ التلاميذ لمساعدة ذويهم في الزراعة والحصاد وأيامها كانت الأراضي بكرا و (المطامير) والمخازن تمتلئ بمحصول العام حيث ما كان انسان في السودان يعرف الجوع او (مبيت القوا)!

  • نأمل في العودة للتقويم القديم للعام الدراسي أن تتم الافادة من طلاب التعليم العام في الزراعة والحصاد مشاركة لاهلهم ونفيرا عاما تفيد منه البلاد والعباد فالأرض لا زالت بكرا ولقد طمرت (المطامير) وفرغت المخازن وتحول بعضها الى صوالين للحديث !

  • من مزايا القرار الجديد انه يحمي التلاميذ من الآثار السالبة للدراسة في موسم الخريف بدءا من صعوبة الترحيل وليس انتهاءا بمخاطر انهيار الفصول والحمامات وفي الذاكرة الكثير من القصص المؤلمة.

  • نأمل على ذات طريق التصحيح في مسار التعليم ان يتم البت العام المقبل في إعادة المرحلة المتوسطة والتى ضاعت اثر قرارات غير مدروسة إضافة إلى إعداد منهج جديد للمدارس يكون بديلا عن هذا (الحشو) غير المفيد.

  • بالنسبة لمسألة المناهج هذه تحديدا ومع الحاجة الملحة في تغييرها وإعداد البديل المطلوب الابتعاد بها عن النفس الثوري والمواقف السياسية عموما وان يتم توكيل إعداد المناهج الجديدة إلى أهل التخصص الذين يدركون حاجة التلاميذ إلى ما يفيدهم ويرتبط ارتباطا وثيقا ببيئتهم وتاريخ وجغرافيا بلادهم ويكون في ذات الوقت متصلا بالعلوم الحديثة التى تربطهم بعصرهم وبالعالم من حولهم.

  • قد يأخذ الأمر بعض الوقت ولكن بداية التصحيح تبدأ بالتعليم.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.