قبل المغامرة العسكرية!

بكري المدنى

  • في حواره الضجة مع الزميلة صحيفة (المجهر) قال الفريق صلاح عبد الخالق إن الوضع الحالى قد يدفع (مغامرين) في المؤسسة العسكرية للقيام بانقلاب عسكري وهذه قراءة صحيحة تأتي حتى للإنسان العادي ناهيك عن منسوب للجيش وصل رتبة الفريق وكان عضوا في المجلس العسكري وجيد إن وصفها الرجل بالمغامرة ولم يصفها بالحل فالمغامرة دائما محفوفة بالمخاطر وبلادنا الهشة لا تحتمل مغامرات.

*إن قراءة الفريق صلاح عبد الخالق صحيحة لأن انقلابات عسكرية سبق وأن وقعت في البلاد في ظروف أقل سوءا من الظروف الحالية سواء أكانت اقتصادية أم سياسية – صحية أم أمنية فالازمات تأخذ بخناق البلد وتكاد أن تزهق روحها وأي أزمة من الأزمات القائمة كفيلة بأن تدفع بمغامر للوثوب فوق ظهر السلطة معلنا وضع حد للتدهور الجاري ومبشرا بعهد جديد ولكن هل تنجح المغامرة ؟ وهل إن نجحت من الناحية الفنية تنجح في إيجاد حلول لمشاكل البلاد؟

  • أعتقد أن نجاح انقلاب عسكري في الوقت الراهن من الناحية الفنية عمل ممكن، فالقوات النظامية كلها والقوات المسلحة تحديدا لا تبدو مرتاحة لمجريات الأحداث وهي تراقب معاناة المواطنين في المعاش والخدمات والمهددات التي تحيط بالوطن حد المطالبة بوضعه تحت وصاية لجنة اممية هذا غير حقيقة أخرى وهي أن القوات النظامية تحس بجرح كبير طال كبرياءها وكرامتها قبل وبعد واثناء ثورة ديسمبر نتيجة تطاول بعض (الملكية) عليها اضافة الى المناداة المستمرة بتفكيك هذه (القوات) واعادة تركيبها من جديد وفق اتفاقيات تجري بين الحكومة الحالية والحركات المسلحة في جوبا.

  • للأسباب أعلاه وغيرها من دوافع الشهوة الشخصية للسلطة ومحاولة بعض الذين تم إبعادهم من المؤسسة العسكرية العودة للخدمة من خلال انقلاب عسكري قد يجد بعض القبول الشعبي والدعم الاقليمي والدولي غير المرئي يبقى السؤال الأهم من نجاح العملية فنيا وهو هل ينجح الانقلاب العسكري في إيجاد حلول لمشاكل البلد ؟

  • أولى العقبات التي ستواجه أي انقلاب عسكري هو أن حكومته المفترضة لن تجد حلولا آنية لمشاكل المعاش والخدمات نسبة لتجذر هذه المشاكل مما يجعلها عصية على الحلول الثورية. والمسألة الثانية أن اي تغيير عسكري سوف يقطع مباشرة عملية التفاوض الجارية في جوبا والذي سيعيد الحركات المسلحة مباشرة إلى ميادين القتال بدلا عن مفاوضات السلام. ثالثا ومهما حظي انقلاب عسكري في السودان اليوم ببعض الرضاء الشعبي والدعم الاقليمي والدولي إلا أن رفض جهات شعبية ودولية مقدرة خيار قائم بنسبة مؤكدة مما يجعل استمرار حكومة اي تغيير عسكري معرضا أيضا لثورة الشارع ورفض العالم الشيء الذي سوف يسقطه في الآخر هو الآخر!

  • حسنا -إن كان الانقلاب العسكري ليس حلا اليوم واستمرار الحكومة الحالية مع التحديات الماثلة غير ممكن فما هو الحل ؟ الإجابة بسيطة فالحل في الحل!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.