عواطف عبد اللطيف

شذرات مضيئة وكثير منقصات

شارك الخبر

تختزن الذاكرة الكثير والمثير من حكمة إنسان الصين والتي ظلت تتداولها الشعوب على مر الأزمنة ” علمني الصيد بدلا من إعطائي سمكة ” ويقال ايضا أن ذبابا كثيفا اجتاح دولة الصين فما كان من الرئيس ماو تسي تونغ إلا أن قفز لأعلى بناية وبدأ يصفق فاتبعه الصغير قبل الكبير في سيمفونية تواترية ولكم أن تتخيلوا كيف هرب ذلك الجيش الجرار من الذباب فزعا مغادرا مملكة الصين ودون أن يكلفها ذلك أي دفوعات مالية وخسائر اقتصادية أو بشرية بل تم ضمن أعمالهم للفكر والتخطيط والعمل الاجتماعي المنضبط ولمكوناتهم الجسدية ذات الأحجام القصيرة والفتية والتي تعمل كالمكائن الحديدية بعيدا عن العاطفة والاسترخاء والاتكالية والتعالي الخ.
لم تعلن الصين عن فايروس كورونا إلا وقد تسابق الجميع وفي مجاله لإبراز مكنوناته وقدراته ولمحاربة هذا العنصر الفيروسي الفتاك، شاهدنا كيف جهزت المشافي ومقار الحجر الصحي للعزل والعلاج ووفروا ربورتات آلية تحاكي البشر لتنقل الأطعمة والأدوية للمرضى الذين أصابهم المرض في مقتل، وكيف صافحوا بعضهم بعضا بالأكواع وبأطراف الأرجل ولملموا الأوساخ وعقموا الأمكنة والأزقة وما زالت جهودهم تسير في اتجاهات تصاعدية ومعامل الأبحاث العلمية يتدفق بين أروقتها العلماء وطلبة العلم والباحثون والمجتهدون ومن يأنسون في أنفسهم المقدرات العلمية وبالعصف الذهني المجتمعي .
في المقابل تسابق ملايين من ” ربعنا وزولاتنا ” المتسكعين بين نوافذ وطرقات وسائل التواصل الاجتماعي لنسج الحكايات ورص الحكاوى وبث الشائعات وكب كل ما يقع تحت نظرهم لمعارفهم وأصدقائهم وكل ما يصطادونه بين قروباتهم من مكبات الوتساب والتي باتت تمتلئ وتكتنز لدرجة التخمة أنها حالة من الركود والكسل الذهني ومع الأسف بات الكثيرون يستعملون ما يملكون من ذكاء ويصبونه صبا في غير أمكنته وبدلا من تحريك مكامن قدراتهم العلمية وذكائهم الفطري فيما ينفعهم أو ينفع البشرية والإنسانية جلس الكثيرون خلف أجهزتهم الالكترونية وهواتفهم الذكية صمموا الصور المدبلجة والقصص المفبركة الكاذبة والضارة ونسجوا حكاوى ما أنزل الله بها من سلطان أفرغوا ما بدواخلهم المريضة على الجميع تشويشا وتشهيرا وكذبا وما يعلمون أنهم يسقطون في مارثون النقاء النفسي ويدمرون قدرات إنسانية ووطنية لا محالة سيدفعون أثمانها غالية حينما تصحوا ضمائرهم وتتنفس دواخلهم نفحات الإيمان.
ان الكثيرين باتوا يشكلون قوة طاردة لأي من المنتفعين من إمكانيات الثورة المعلوماتية والابتكارات العلمية لأن البعض لوث دروبها النقية وكادوا يحولونها لمكبات للأوساخ والجراثيم
برغم ذلك تسابق البعض رغم قدراته المحدودة علميا وبسجيتهم الفطرية النقية كي يقدم نصيحة أو يستدعوا شيئاً من خبراتهم التراكمية حتى ولو كان ذلك من جراب الحاوي أو من قفة حبوبة لعلها تنفع الآخرين. فهل يا ترى ستنتهي الموجة التصاعدية الخبيثة بين هذه الأروقة ويرجع الجميع لقواعدهم ولأحجامهم الطبيعية ولمنطقة النقاء الذهني والصفاء الإيماني لتكون الآلة الالكترونية مبرأة من التدليس والكذب والمنقصات وخالصة للمنفعة العامة الطهورة ولأخلاقنا الإسلامية السمحاء وسلامتكم .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.