الطريق الثالث – بكري المدنى

الأمن والدقيق!

شارك الخبر
  • في أبريل 1985م قامت قوى الانتفاضة بحل جهاز أمن الدولة في خطوة ثورية دفع الوطن ثمنها غاليا من بعد، وفي عام الثورة هذا نجحت قوى الحرية والتغيير في التحريض على إدارة العمليات بالجهاز وحلها بل وتأليب السلطات على سحقها بالدبابات بزعم أنها حاولت الانقلاب على السلطة لما تمرد أفرادها وسط الخرطوم مطالبين باستحقاقاتهم المالية.
  • ان حل وسحق إدارة العمليات بالجهاز والتي كانت تتكون من ثلاثة عشر ألفا من قوات النخبة السودانية خطوة نتمنى ألا يدفع الوطن ثمنها الغالي أيضا.
  • لم يتم الاكتفاء بحل وسحق إدارة العمليات فقط ولكن السعي متواصل لتقزيم الجهاز ودوره في تأمين البلاد فكان إخراجه من الكثير من مجالات الحياة وتحديد دوره في جمع وتحليل المعلومات فقط ورفعها للجهات التنفيذية حتى اكتفى(الأمن) مؤخرا بدرجة كبيرة بكتابة التقارير عن أسباب الغلاء وارتفاع الدولار وتهريب المواد وازدحام محطات الوقود تاركا مهمة القبض على المتسببين في كل ذلك للجهات التنفيذية!
  • لم ينته الأمر حتى هنا ولكن قامت جهات رسمية أمس الأول باستصحاب الوكالة الرسمية للدولة (سونا) إلى مخازن يستأجرها الجهاز لحفظ دقيق مسرطن كان قد قدم من إحدى الدولة الشقيقة هدية لشعب السودان والذي لم يحمه من ذلك الدقيق المضروب إلا سرعة الجهاز والإحاطة به وحفظه في مخازن بعيدا عن أفواه المواطنين حتى يتمكن من إتلافه.
  • لقد ساء الظن بأن الجهاز كان يخزن 40 الف جوال من الدقيق لتعقيد معاش الناس وحسن الخبر من بعد والذي كشف ان الجهاز إنما كان يحمي الناس من سرطان معبأ في جوالات عليها ديباجات جميلة تحمل عبارات أنيقة عن التهادي والتحابب بين الشعوب !
  • محاولة أخرى فاشلة تتسبب في هدف في مرمى الذات الثورية وتتسبب في عدد من الإصابات بالنيران الصديقة مثلها مثل كل أساطير الدولة العميقة والخزعبلات حول تنظيم (الكيزان) في السودان تحت لافتة الأمن!
  • ان جهاز الأمن سابقا و(المخابرات العامة)حاليا مؤسسة من الكادر البشري الذي يسأل بعض منتسبيه عن بعض القضايا والجرائم التي ارتكبت طوال ثلاثين عاما الماضية ولا يقبل أن تقف قوى الحرية والتغيير وسلطاتها فاشلة طوال عام كامل عن تقديم قضية واحدة صادقة وحقيقية في مواجهة اي من منتسبيه المشتبه بهم في ارتكاب تجاوزات في الحق العام او الخاص!
  • القضية الوحيدة التي تم البت فيها حتى اليوم في مواجهة منسوبين لجهاز الأمن هي قضية قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير وحتى هذي كانت أمام التقاضي بأمر وإجراءات الجهاز وقد تم الإحاطة بالمتهمين فيها قبل سقوط النظام السابق!
  • لا نزال بعد عام في انتظار قضايا حقيقية يتم فيها القبض على متهمين من جهاز الأمن أو غيره بدلا من هذا السعي غير المفهوم لتحويل (الأمن ) الى جهاز أنيس في وقت يكشر فيه الكثيرون عن أنيابهم داخل وخارج الوطن لغرزها في جسده.
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.