اللجان الشبابية وحظر التجوال

د/ عادل عبد العزيز الفكي

أعلنت الحكومة حظراً كاملاً للتجوال يطبق اعتباراً من السبت القادم لمواجهة جائحة كرونا التي وصلت في بلادنا مراحل خطيرة. الحكومة وعلى رأسها وزارة الصحة تبذل ما في وسعها لمكافحة الجائحة ، غير أن ما تقوم به بالتأكيد يحتاج للمساندة من المجتمع.
في الفترة الماضية قامت بعض المنظمات بجهود طيبة ومشكورة في التوعية وتجهيز المعقمات وتوزيعها. غير أن أدواراً أخرى أهم بكثير تنتظرها في مرحلة حظر التجوال الشامل.
في ظل الحظر الشامل للتجوال سوف تتعطل كل المرافق فيما عدا المحلات التجارية للإمداد الغذائي والمستشفيات والصيدليات. وسوف تُمنع تحركات جميع وسائل المواصلات الخاصة والعامة. لهذا لا بد أن تضطلع لجان الشباب بالأحياء، أو لجان المقاومة، بعدد من المهام الضرورية، مثل إمداد الأسر بالمواد الغذائية، وتوصيل المرضى للمستشفيات، وستر الموتى، وغيرها من المهام الإنسانية الضرورية.
نقترح أن تقوم اللجنة الشبابية في كل حي بإعداد كشف بأسماء الشباب بالحي المالكين لوسيلة مواصلات: عربة خاصة، حافلة، أمجاد، ركشة. ويتضمن الكشف اسم الشاب ورقم هاتفه ورقم ونوع السيارة التي يملكها. وبعد ذلك توزع اللجنة مجموعة الشباب بالحي على شكل ورديات ثلاث، كل وردية لمدة ثماني ساعات، تطبع اللجنة نسخاً كافية من كشف الورديات وتتحصل على ختم وموافقة الشرطة بالمحلية عليه، وبعد ذلك توزع نسخة لكل بيت بالحي، وبيد كل شاب من المكلفين بهذه الخدمة الإنسانية التطوعية.
بتنظيم مثل هذا تطمئن الأسر، خصوصاً الذين لديهم مرضى أو من كبار السن، بوجود مجموعة من شباب الحي يمكنهم مساعدتهم في شراء احتياجاتهم أو توصيلهم للمستشفيات أو ستر موتاهم لا قدر الله. ومن جانب آخر فإن المقتدرين بالحي المعني عندما يجدون تنظيماً مثل هذا سوف يتحمسون لمساعدته بالمال، وسوف يتبرع بعضهم ممن لا يستطيعون السهر والعمل الشاق بتقديم عرباتهم للعمل، خصوصاً أنها سوف تكون متوقفة دون شغل بسبب الحظر.
نلفت نظر السلطات لضرورة التعامل المرن مع مثل هذه المجموعات الشبابية التي تنظم نفسها. كما نلفت نظرها الى أن الكثير من المتاجر خصوصاً في الأحياء الشعبية يقيم البائعون بداخلها، وينامون أمامها، فعليها السماح لمثل هؤلاء بالعمل لساعات متأخرة، ويمكنها ربطهم باللجان الشبابية المنظمة لتلبية احتياجات السكان الغذائية.
من المساعدات الغذائية المهمة التي نراها أن تصدق وزارة المالية للمخزون الاستراتيجي بتوزيع كميات من الذرة والدخن المخزّن لديه، بمعدل كيلة لكل أسرة على مستوى السودان، بمساعدة الوحدات الإدارية واللجان الشبابية. وأن تسمح السلطات بعمل الطواحين، لمساندة المخابز في حالة نقص الدقيق الموزع لها.
الفترة القادمة حرجة جداً، وعلينا حكومة وشعباً أن نتكاتف لاجتيازها. والله الموفق.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.