الطرف الثالث يفشل في صنع المواجهة المسلحة

منتصر أحمد عبد القادر

اتضح جليا بعد ما اثير من جلبة حول التوتر المزعوم بين القوات المسلحة والدعم السريع أن هنالك جهة ما تعمل جاهدة على نسف استقرار البلاد والمرحلة الانتقالية بضرب العلاقة بين مكونات الفترة الانتقالية وخاصة ما بين أكبر مكونين مسلحين بالبلاد الدعم السريع كقوة ضاربة ذات مهارة وسرعة تحرك فائقة والقوات المسلحة السودانية بكل ما تختزنه من تاريخ في وجدان الأمة!
الصراع بين المكون المدني والمكون العسكري واللعب عليه اصبح غير ذي فائدة ولم ينتج ما تريده هذه الجهة! حتى الصراع بين القوى السياسية ومحاصصاتها المختلفة اصبح عديم الجدوى لعدم تأثير هذهِ القوى المدنية بصورة كافية على المشهد السياسي بالبلاد، ولم يبق أمام هذه الجهة أو الطرف الثالث الا أن يدق اسفينا ما بين الجيش وقوات الدعم السريع لان اي صراع بينهما كفيل بتدمير البلاد ونسف الفترة الانتقالية تماما وتسليم البلاد لقمة سائغة في يد الاجندة الدولية والمصالح العالمية وربما تجزئتها وتفتيتها.
إشغال اكبر قوتين مناط بهما حراسة الوطن والزود عنه بنفسيهما هو في الواقع افساح المجال واسعا لهذه الاجندة والاطراف الاخرى بالسيطرة على مقدرات البلاد واطلاق اياديها بصورة صريحة لنهب موارد البلاد والتلاعب بها وفقا لأجندتها الخاصة، او على اقل تقدير السعي لنشر الاضطراب من خلال ايجاد مبررات واقعية للحركات الموقعة في تعنتها بتنفيذ الترتيبات الامنية او ربما المطالبة بمراجعة ما تم الاتفاق عليه من قبل حولها واعطاء دافع قوي أيضاً بالتأثير على مجريات التفاوض مع الحلو من خلال ما يمكن أن تقود اليه هذه المصادمة ايضا بالتحجج بدمج قوات الدعم السريع أسوة بدمج قوات بقية الحركات المسلحة.
وفات على هذه الجهة او الطرف الثالث الذي يسعى لنسف استقرار البلاد أن قوات الدعم السريع تعتبر من قطع القوات المسلحة وليس جسماً عسكرياً غريباً او مبايناً؛ كغيرها من بقية الأجهزة الأمنية بالبلاد، وذلك ما أكده رئيس هيئة الأركان حسما للشائعات وسدا للذرائع امام اي مواقف متعنتة، قائلاً: اذا كان يجوز للشرطة او جهاز الامن الاندماج فيجوز للدعم السريع ذلك، مؤكدا أن الدعم السريع قوة نظامية مساندة بنص القانون.
اذن ماهي الجهة الثالثة هذه التي تحاول الاستثمار في تناقضات المرحلة الانتقالية لنسفها ونسف انتقال كامل البلاد؟!
بقليل من التأمل نستطيع تجميع خيوط كثيرة متقاطعة حول هذا الامر لها منفعة مباشرة بإبقاء البلاد مشلولة لا تستطيع استثمار مواردها الضخمة من أجل النهوض والتعافي او تحقيق التحول الديموقراطي الشامل الذي يرجوه الشعب السوداني ومن أجله فجر ثورة ديسمبر المجيدة، اذن من اول علامات هذا الطرف انه يشعر بحقد دفين على الشعب السوداني نتيجة تفجيره ثورة ديسمبر المجيدة ويحقد أيضاً على الثورة ومطالبها، ولايريد للسودان النهوض والتعافي من خلال الاستفادة من موارده وثرواته الضخمة، ويعمل على اضعاف آخر حوائط الصد التي تقف دون ذلك حماية للبلاد ومستقبلها وهي القوات المسلحة وبقية اسلحتها المساندة كالدعم السريع.
ازاحة حائط الصد هذا هو آخر ما تبقى من آمال للطرف الثالث من أجل تحقيق أجندته واهدافه الخاصة في البلاد، ولكن هذه المرة خاب وربما تعجل بكشف نفسه عاريا امام الجماهير لاختياره اللعب بالنار والتي سوف تحرق اصابعه وحده لأن القوات المسلحة والدعم السريع كقوة مساندة لها؛ اكثر وعيا بما يحاك لهذه البلاد من مؤامرات وليس هنالك من مؤامرة اكبر من دفعهما لإنشاب اظافرهما في بعضهما البعض.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.