عندما (يبرطم) برطم

خربشات….ياسر عبدالله

شارك الخبر

(البرطمة) بحسب تعريف معجم المعاني الجامع : برطمَ يبرطم، بَرْطَمَةً، فهو مُبرطِم، برطمَ الشَّخصُ: كشَّر وعبَس وقلَب شَفَتَيْه غيظًا أو غضباً.
لاندري حتي اللحظة الأسباب الموضوعية لـ”برطمة” عضو مجلس السيادة غير الشرعي أبو القاسم برطم فى الحوار الذي أجرته معه الزميلة النابهة وجدان طلحة، وقوله إن التظاهرات مدفوعة القيمة وأن المتظاهرين وأجملهم في خمسين شخصًا إذا وصلوا القصر وادردقوا في النجيلة اها وبعدين.
نرد عليه أن الخمسين عندما يدخلوا نجيلة القصر سيشيعون الانقلابيين إلى مثواهم الاخير، وهو يعلمه جيدًا، فالشوارع تعرفونها جيداً .
اتفق مع برطم في (برطمته) بأن التظاهرات مدفوعة القيمة، نعم صدق الرجل في ذلك، الخمسين الذين يملأون الشوارع بالخرطوم والولايات منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر المشؤوم لم يفتروا حتي اللحظة ودفعوا الدماء والدموع والإصابات والاعتقالات والضرب والسحل دفعوا كل ذلك لأنهم يريدون إعادة بلادهم للمسار المدني الديمقراطي.
نعم هي مظاهرات مدفوعة الثمن، ثمنها الوطن وترابه حاضره ومستقبله هذا هو الثمن الذي قبضه الثوار للخروج في التظاهرات وأي ثمن أغلي من ذلك.
يخرجون للشارع بسلميتهم ويواجهون القمع المفرط، لم توفر لهم جهة (المحشي) و(الموز) وسيارات النقل من وإلى مقر اعتصام القصر الذي يسمى تندرًا باعتصام الموز. بأجسادهم النحيلة يواجهون آلة البطش لا يدفعهم شيء سوى وطنهم الذي ارهقهم بما فعل به بعض من أبنائه العاقين، هؤلاء الخمسين يمثلون أكثر من ٦٥٪ من سكان السودان أعلنوها وبالصوت العالي (كتب على جيلنا هذا نهاية الانقلاب العسكري علي أيدينا، وجاهزون لدفع هذا الثمن)، وهاهم عبر لجان مقاومتهم الفتية التي تمثل الطهر الثوري يقودون معركتهم بشرف وبسلمية وبنفس طويل، حتى نهاية المباراة.
قالها الشهيد عظمة( تعبنا يا صديقي ولكن لا أحد يستطيع الاستلقاء أثناء المعركة).
ما يحدث الآن في السودان صراع بين جيلين جيل يمثله برطم وآخرون مهزومون نفسيًا، وجيل نشأ متحررًا من كل عقد السودان التاريخية، يحلمون بوطن يلبي أحلامهم وتطلعاتهم، دولة محترمة يتساوى فيها الجميع بكافة أعراقهم ودياناتهم وثقافتهم في الحقوق والواجبات.
الوطن الذي يحلم به هؤلاء الشباب بعيد بسنين ضوئية عن أحلام وتطلعات الانقلابيين الصغيرة في المنصب والسلطة والجاه.
إنه جيل البسالة والشجاعة يواجهون الرصاص بصدور عارية، من يقدمون أروحهم ودمائهم فداءً لوطنهم عندما يصلون ( نجيلة القصر) ما ( بدردقوا فيها) ولكن سيؤدون فيها صلاة الشكر لله على اقتلاعكم وإعادتكم إلى مكانكم الطبيعي وإنزالكم من قطار الثورة، وهذا الأمر لن يكون بعيدًا، وسيكون قريبًا بحول الله وقوته.
وختامًا من جرب المجرب حاقت به الندامة، ويبدو أنكم في طريقكم للندامة بسرعة الصوت.
المهم .. هذا الشعب لن يحكم إلا برضائه وهو سيد الجميع وهو صاحب الجلد والرأس وهو الوصي على الجميع ولا تستطيع أي جهة أن تدعي الوصاية عليه، الأوطان لا تبنى بالحشود المدفوعة و(المحرش ما بكاتل)، ولن تغني عنكم إسرائيل شيئاً والمتغطي بتل أبيب أمام شعبه عريان، الشعب شعب أقوى والردة مستحيلة ولا بد من الديمقراطية وإن طال السفر.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.