.. السايقة واصلة

د. محمد علي عبد الجابر

شارك الخبر

 زعيم القوم لا يحمل الحقد ، والرائد لا يكذب أهله ، وبالعدل يتأتى كل مراد ، هذا ما قاله الأولون سعادة الفريق أول عنان حامد ، ومشى في الناس سنة ماضية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ، وفي مقامكم إن لم يؤخذ الأمر بحقه وبالتكليف الذي خص الله به الإنسان يبقى خسران وندامة يوم القيامة ، والتوفيق لا يأتي إلا من ( نية بيضاء ) مبذولة للعام دون حجر واصطفاء ، وسوانح التاريخ ومقامات المجد والعزة والشموخ لا يطالها ولا ينالها الجبناء المنكسرون بل هي خلقت في الأصل للشجعان أمثالكم ، من يبحثون عن رفع الظلم والضيم وهذا ما بشرتنا به خلاصات لقاءتكم مع المعاشيين الذين لزمان طويل سدت أمامهم السبل وامتدت بهم المسغبة وطال بهم ليل الظلم الحالك الظلمة والذي إن لم يجد من يتصدون له من الشرفاء أمثالكم شاع في الناس اللامبالاة والإهمال وانتزعت من قلوبهم حب الوطن والانتماء إليه .

موقفكم المشرف في تحسس قضايا مظاليم الشرطة منذ 1989 لهو موقف إنساني لا يلتفت إليها إلا من ترعرع في بيئة صحية ونظيفة وحاضنة اسرية خالية من الأحقاد والانتقام والإحن ، كامل الحس الإنساني ، ولهو أيضاً موقف حضاري فمن الوفاء وهو قيمة لا يعرفها البعض أن تتماهى القيادة مع من كانوا يوماً لحمة وسداة المهنة الوطنية العظيمة ، مهنة الشرطة التي أفنوا فيها زهرة شبابهم حتى أصبح فيهم الشهداء الذين بذلوا أرواحهم من أجل الوطن وتركوا أهاليهم أمانة في عنق الأحياء بالذات أصحاب الالتزام الأخلاقي نحو الأجيال ، ومنهم المعاقون وأصحاب الحاجة .

موقفكم سعادة الفريق من قضايا المعاشين لعمري هو اجتهاد صائب ينم عن سعة افقكم واتساع رؤيتكم وسيذكره التاريخ وينقله الآباء للأبناء والأحفاد من اجيال الشرطة المتعاقبة ، فالحياة مسرح كبير يؤدي فيه كلُ دوره فمنهم من يصفق له الحضور حتى تدمى أياديهم ومنهم من يطارد ويشيع باللعنات أينما حلّ وأينما رحل ، وعلمتنا الدنيا و أخبرنا التاريخ أن المترددين والخائفين من (عرسان الغفلة ) وهم كثر منِ منَ سبقوك في الكرسي الذي تجلس عليه ، لم يكونوا مفيدين كلبنة في مشوار البناء الوطني ولا في إرثهم الفقير المعدوم ففاقد الشيء لا يعطيه ، والشاعر العربي أوجز حكاية المترددين قائلاً :

من يتجنب في الحياة زحامها

 فليس له في ساحة المجد مشرع

فمصيرهم دائماً الانزواء وحمول الذكر بل السقوط المدوي من ذاكرة الناس .

سعادة الفريق عنان جزاكم الله خيراً عنّا جموع معاشي الشرطة

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.