أشراف؟!

كما ينبغي || تسنيم عبد السيد

شارك الخبر

 

 

توقفت كثيراً في أمر التباهي بالقبيلة أو النسب، وتطرف البعض في إثبات أنه “شريف” أو سليل عائلة فُلان أو أصوله تعود لمكانٍ ما أو طائفة أو حزب!

يجهل أو يتجاهل أولئك المتعصبون أن انتماء الإنسان الحقيقي هو للإنسان، وليس للشعارات أو المؤسسات أو العناوين.

إن مثل تلك المعتقدات العقيمة كانت مستشرية في الجاهلية بصورة واسعة، حتى جاء الإسلام وساوى بين البشر، فلا شرف لقبيلة على أخرى، ولا فضل لإنسانٍ إلا بإحسان، فالأخلاق هي المعيار الأوحد وليست الألوان والأشكال والانتماءات.

فنجد أن الأنبياء والرسل وجدوا عداوات من أقرب الأقربين ولم تشفع لهم أواصرهم الاجتماعية، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم خالفه عمه ولم يتبعه، وابن نوح عليه السلام عصاه وخالف أمره، وأشقاء يوسف – أبناء يعقوب عليه السلام – غدروا بأخيهم وخيّبوا ظن أبيهم، وتربى في بيت الطاغية فرون نبي الله موسى عليه السلام.

لذا فلا يوجد شيء اسمه “أشراف” قد يأتي أبناء مجرمون من أسرة عُرفت بالتُقى والهُدى، والعكس صحيح فالأخلاق لا تُوَرث، وكل بشر على هذه الأرض هو شخصية قائمة بذاتها، سيُحاسبه الله فردًا يوم القيامة.

قد تتباين سلوكيات الناس بحسب تجاربهم وبيئاتهم وخلفياتهم، لكن لا يتفضّل بعضهم على بعض إلا بحسن الخلق (أكرمكم عند الله أتقاكم).

أخيراً: احرص دائماً على أن تكون “أنت”، وكُف عن ترديد كان أبي وكان جدي، فهذه أكبر خدعة في التاريخ! والحقيقة أن لا ابن يمثل أبويه، ولا تلميذ يمثل معلمه، ولا بشر يمثل دينه أو وطنه أو قبيلته، كل إنسان على هذه الأرض يمثل نفسه! ويوم القيامة يسأله الله عن أفعاله منفردًا بلا عزوة أو سند.

 

 

 

 

 

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.