*والي ولاية الجزيرة إسماعيل عوض الله العاقب لـ(السوداني): الولاية  آمنة ولا يوجد بها تسعة طويلة ولا قصيرة

  القمح حقق إنتاجية وهناك مساعٍ لوضع سعر تركيزي يمنع المزارعين من الوقوع في خسائر

هناك جهات تستغل الكنابي لأهداف سياسية ولكن نقف سداً منيعاً أمام هذه المحاولات

الولاية أقامت معرضاً لتخفيف أعباء المعيشة

شارك الخبر

ط

حوار : رحاب فرينى

عانت الولايات مع التغييرات التي حدثت بعد ثورة ديسمبر، لعدم استقرار الولاة بحكم تغييرهم المتكرر؛ مما تسبب في تدني البنية التحتية والخدمات، وولاية الجزيرة بحكم موقعها الجغرافي وأهمية مشروع الجزيرة في الاقتصاد القومي، شهدت في الآونة الأخيرة تدنياً في البنية التحتية والخدمات، وعدم الالتزام بتنفيذ مشروعات التنمية، رغم مذكرات التفاهم التي تم توقعيها مع وزارة المالية. (السوداني) وضعت كل تلك المشكلات على طاولة  والي ولاية الجزيرة، إسماعيل عوض الله العاقب، وكانت هذه هي الحصيلة:

*كيف تبدو الولاية في ظل الوضع الراهن؟

الولاية بفضل جهود الحكومة نعتقد أنها في وضع جيد باعتبار هناك استقرار في الخدمات، وعمل تنموي رغم الضائقة الاقتصادية، كما أن الجهد الشعبى قدم كثيراً في مجال البنى التحتية، وفي كل محليات الولاية هناك جهد واضح، وخلال الأسبوع الماضي تم افتتاح مشروعات في المحليات، ونحن في الولاية آلينا على أنفسنا خلال العام 2023م أن ندعم الجهود الشعبية في مجال البنى التحتية، ونحاول إكمالها، وأخر مثال مستشفي الوالدين بود النعيم بجنوب الجزيرة، هذا المستشفى شُيِّد على نفقة الشعبيين، ولمست فيه لمسة بارعة أن المجتمع يقوم بإعداد وجبة يومية للمرضى في المستشفى .

*وما هو الدور الذي قدمته الحكومة في إنشاء المستشفى ؟

التزامنا في حكومة الولاية أن نبدأ معهم لتقفيل الطابق الأرضي، ونعمل على إكمال الطابق الآخر .

*هل هناك مشروعات تنمية في المحليات؟

قبل أسبوع تم افتتاح 21 مشروعاً تنموياً في مجال المياه والطرق في محلية أم القرى، وسيكون العام 2023م للتنمية، بينما العام 2022 كان عاماً للإسكان وهذا من المشروعات المستمرة حسب تسمية الموازنة. .

أيضاً تم تدشين مشروع الكهرباء لمخطط الريان السكني على أساس الرسوم العالية مقابل السكن ولتوفير الخدمات من كهرباء ومياه وطرق، بحيث يتم البنيات بصورة ثابتة منعاً لتكرار الأضرار الناتجة عن السيول  .

*كيف يبدو الوضع الصحي مع ظهور وبائيات وأمراض ؟

الآن بدأت حمى الضنك تغزو بعض الولايات، وتلقينا توجيهاً من الوزارة الاتحادية بأن نتخذ المحاذير اللازمة، خاصة مع ظهور حالات بولاية الخرطوم والقضارف وغرب البلاد، وحتى الآن لم تسجل الولاية أي إصابة، وافتتحنا حملة تطعيم ضد شلل الأطفال الأسبوع الماضي .

أما السرطانات أسبابها كثيرة بين القديم والحديث ونوع الغذاء نفسه والمعالجات الكيميائية لبعض المحاصيل والخضروات مثل الطماطم، وهناك حملات توعية وتحذيرات في الأسواق عبر وزارة الصحة .

*هل الطاقة الاستيعابية لمستشفى السرطان كافية؟

الطاقة التشغيلية للمستشفى مع تفشي المرض غير كافية، وتوجد مشاكل في الإشعاع في بعض الأحيان وفي واحدة من زياراتي وجدت أجهزة التكييف متوقفة وعلمت أن عدد 14 منها متوقف، وبتناسق الجهود مع الجهات ذات الصلة تم تشغيل جميع هذه المكيفات، وغالبية المرضى بمستشفى الذرة بمدني ليسوا بالضرورة أن يكونوا من الولاية، حيث نستقبل حالات من ولايات البلاد المختلفة، ولا أستطيع تحديد نسب الإصابة ومن المؤكد أنه يوجد تفشي للسرطانات .

*هل تأثر القطاع الصحي بالإضرابات المتكررة للكوادر الطبية؟

نعم كانت هناك إضرابات، لكن هناك مراعاة في الجوانب الإنسانية رغم حدوث بعض الإشكالات بسبب تأخر الاستحقاقات والمرتب لتأخره، ولكن تمت معالجات مع وزارة المالية الاتحادية، وعلى الرغم من أن الاستحقاقات شأن اتحادي للكادر الصحي، نقوم بدفعها من الولاية، ولم نتوقف، وهذه الإجراءات أدخلتنا في إشكاليات، ولكن لابد أن يستمر العمل في الحقل الطبي دون أن يتوقف، ونعمل على تلافي التقصير حتى لا يمس حياة المواطن.

*وماذا عن إضراب المعلمين؟

هذه مسائل مرتبطة بوزارة التربية الاتحادية، لكن نفخر بالولاية أننا أكثر الولايات اهتماماً باستحقاقات المعلم، وحتى الآن تمت المعالجة بشكل جيد، وأن النقص في المرتب على أن يدخل المرتب، ونستطيع القول إن العام الدراسي يمضي بصورة جيدة .

*ما مدى تأثير الصراع الدائر بين المعلمين بمحلية الكاملين في العملية التعليمية ؟

الصراع الدائر بين المعلمين بمحلية الكاملين أمر طبيعي، ولكن توجد قوانين تحكم المسألة، وهناك عقلانيون، ولكن قضية المعلمين لا تخلو من تدخل سياسي واضح، وهذا أمر لا نسلم منه، لا أقول ذلك تشاؤماً، لكنه واقع الحال، ونحاول تلافيه بالاحتكام للعقلانية والمنطق .

*هل تمت إعادة تأهيل المدارس والمباني التي تأثرت جراء السيول والفيضانات في خريف العام الماضي؟

المدارس بالمناقل تم تلافي قضية المدارس المنهارة بالخيام، ونشير إلى تدخل منظمات محلية وأجنبية في تأهيل المدارس والحمد لله الآن استقرت بالرغم من أن الدمار كان كبيراً .

فيما يلي المساكن يتم العمل من خلال ثلاثة اتجاهات اللجنة الأهلية، وهذه أنجزت 169 مسكناً مؤهلاً مع مساهمة من حكومة الولاية، كذلك مركز الملك سلمان بالتعاون مع منظمة إضافة، واكتملت الترتيبات لتنفيذ قرية (ود اب هجا) لـ (140) منزلاً، إضافة إلى مدرستين، كذلك دعم من رئيس مجلس السيادة لإنشاء مدرستين اكتمل العمل بهما داخل المناقل، إضافة إلى الترتيب لبناء مدينة سكنية تسع (3) آلاف وحدة سكنية إلى جانب أسواق ومؤسسات ومرافق، ونعمل على تجهيز المقدم بـ(156) دولار، وستكون مدينة نموذجية على مستوى السودان، توزع على المواطنين بالأقساط لمدة (15) عاماً، ونعمل على إدخال المؤسسات المصرفية لكي تتولى مع اللجنة الأهلية عملية التوزيع والتقيسط، هذا بالإضافة إلى أنه يتم منح صاحب المنزل قرضاً لشراء معدات العمل الورشية حسب المهنة التي كان يمتهنها لفترة سداد ثلاثة أعوام .

*ماهو دور حكومة الولاية تجاه المزارعين الذين تأثروا بالسيول والفيضانات؟

هناك جهد لتعويض المزارعين الذين تضرروا عبر حكومة الولاية ووزارة الزراعة وديوان الزكاة، وتجري الاتصالات مع شركات عالمية لتنفذ عملاً مستقبلياً لمشروع الجزيرة .

*كيف تسير العروة الشتوية ؟

بالنسبة للعروة الشتوية تبشر بإنتاجية عالية رغم العقبات، ولذلك نرتب لشراء القمح بسعر يجزي التكلفة، وذلك بالتنسيق مع وزارة المالية، ولا نريد أن نضع سعراً لا يتم الالتزام به لعقبات مالية .

*يتوجس المزارعون من عدم تحديد سعر تركيزي للقمح ، ما هو دوركم لدعم المنتج ؟

لتجاوز هذا الأمر سيتم عقد اجتماع يضم المزارعين والبنك الزراعي وبنك المزارع والمطاحن، ونعلم أن المطاحن تمتلك مخزوناً من القمح المستورد بأقل من السعر المحلي بكثير، وهذه واحدة من العقبات يعمل الاجتماع على حلها عبر آلية تعمل على تغطية العجز عبر حكومة الولاية في خطوة استباقية للمالية الاتحادية مع تنسيق الجهود وبالضرورة أن يتم التوصل إلى سعر مجزٍ، فليس من المعقول أن يتعرض المزارع للضرر لأكثر من موسمين متتالين وحتى لا يخرج عن دائرة الإنتاج.

يجري ترتيب أيضاً بخصوص محصول القطن مع المحالج وإدارة مشروع الجزيرة وجهات فنية، بحيث إن القطن ثروة قومية هائلة، ولكنها مهدرة الآن في الولاية، نعمل على أضافة القيمة للمنتجات الزراعية والحيوانية والبستانية.

* وماذا بشأن الصناعات التحويلية ؟

للأسف الشديد وقعنا عشرات من مذكرات التفاهم مع العديد من الجهات داخل وخارج السودان من ضمنها الصناعات التحويلية، ولدينا منطقة صناعات جاهزة شرق محلية شرق الجزيرة، ولكن لم نجد إقبالاً حقيقياً وظل التمويل يشكل عقبة.

المحالج أكثر من 47 محلجاً وأعتقد أنها كافية إضافة للمحالج المنهارة بدأنا في تأهيلها .

*لماذا تعاني بعض المحليات من الحصول على مياه الشرب؟

مشكلة المياه من عدة جوانب في المناقل والقرشي وأم القرى تعاني من مشكلة المياه الجوفية، وتمت معالجات الأسبوع الماضي بافتتاح 31 مشروعاً، وتم افتتاح محطات مدمجة .

*هل توجد بالولاية حالات نهب مسلح؟

يحق لنا أن نفخر بأن ولاية الجزيرة من أكثر الولايات أمناً لعدد من الأسباب، وللأسف في حوادث تنسب لولاية الجزيرة، ولم تقع بداخلها، فالحادثة التي تم تداولها بصورة واسعة قبل فترة، وتشير إلى وقوع حادثة نهب ومقتل اثنين وأشيع أنها بالولاية، ولكن الولاية بعيدة منها كل البعد، كذلك وقعت حادثة في منطقة القرشي وتم تهويلها بشكل كبير.

وعندما أقول الجزيرة أكثر أمناً ذلك لأن لدينا قوة مشتركة تجوب أنحاء الولاية ليلاً ونهاراً بشكل مستمر وأي حادثة تقع بالولاية فإن هذه القوة تصل بالسرعة المطلوبة، وكمثال حادثة قتل شهدها الطريق القومي بولاية النيل الأبيض لمواطن من أبناء الجزيرة، حيث تحركت القوة بالتنسيق مع أجهزة النيل الأبيض، وكذلك داخل مدني كل يوم عندنا قوة مشتركة تجوب الأحياء وأطرافها، إلى جانب قوة مشتركة غطت على مدى شهرين كاملين سهل البطانة بعدد 20 عربة قتالية، تمكنت من القبض على متهمين في جرائم السالف والأسلحة والمخدرات، وهذا بالتنسيق مع ولاية القضارف، ولذلك الحديث حول ظواهر نهب مسلح تهويل ليس إلا .

*عانى مشروع الجزيرة من مشاكل متكررة في الري مدى تدخل حكومة الولاية لحل المشكلات التي تحدث في كل موسم ؟

مشكلة الري كبيرة جداً وتحتاج إلى تأهيل ليس الطلمبات فقط، بل حتى بل السيول الأخيرة قضت على المصارف، وهي قنوات موازية لقنوات الري تؤدي إلى تصريف المياه، بالإضافة إلى أن اثنين من الكنارات يعملان بطاقة منخفضة، وكذلك مشروع الرهد، ولذلك بنية الري تحتاج إلى تأهيل، أما تعطيل البيارات في جنوب الجزيرة كانت (4)، والآن تعمل واحدة، وجزء من الأخرى والإسبير تلف، ويتم صيانتها باجتهادات، ولكن الحل الأمثل هو إعادة التأهيل بشكل كامل، وحلها لدى وزارة الري، ولكن وزارة المالية ليس لديها تمويل، مما انعكس سلباً على التنمية وتواصلنا مع شركة أمريكية لتأهيل بنية الري.

*هل توجد تفلتات أمنية بالولاية؟

ما عندنا حاجة اسمها تسعة طويلة ولا قصيرة، فقط نسمع بها، والولاية بها شغل إستراتيجي، قبل عام ذهبت إلى المنطقة الصناعية، حينها شهدت حريقاً ضخماً وكان من خلفنا شخص يصيح بأعلى صوته بأن نتوقف، وطلبت من السائق التوقف، وأخبرني بأنه تعرض إلى عملية نهب، وبعد حديثه تواصلت مع الأجهزة، وتم تحريك قوة وتم ضبط 7 أفراد وتمت المعالجة في حينها .

*وكيف تنظرون إلى ظاهرة انتشار المخدرات؟

في ود مدني كانت المظاهرات تتحرك من منطقة أطلق عليها الفشقة بالقرب من الجامع الكبير، ويحدث إغلاق للطريق، وكان الغرض من هذا الإغلاق إلهاء القوات عن النظر لدخول المخدرات، وحصل أن تم خلف هذا الموقع ضبط شخص يفترش المخدرات ويقوم ببيعها بكل طمأنينة، كما تم القبض على اثنين من أخطر المروجين، وتم الاتفاق مع رئيس القضاء عند افتتاح محكمة المعيلق على أن حاجة الولاية لمحكمة خاصة بالمخدرات، ووجه رئيس القضاء بفتح محاكم خاصة في كل مدن الولاية، ومن شأنها ردع المتعاطي والمروج والمنتج، وأن نرتقي برفع سقف العقوبة المحددة بالقانون لتطبيق أقسى العقوبة .

وأما بالنسبة للجامعات فليس لدينا إحصائية محددة، ولكن نقول توجد خطورة بخصوص انتشار المخدرات، وتم عمل مبادرات مع لجنة أمن الولاية مع عدد من الجهات لمكافحة المخدرات تبنتها الولاية عبر مجلس الوزراء، التي تضم مبادرة الجزيرة، وتضم منظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية، وبدأت بحملات توعية بحضور البروف الجزولي دفع الله رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات، وحالياً تعمل اللجنة في الأحياء بتوعية المجتمع، بجانب قفل المنافذ للقضاء على المخدرات .

*ما هو دور حكومة الولاية تجاه ملف معاش الناس، في ظل الارتفاع المستمر للسلع ؟

للاهتمام بمعاش الناس تم قيام معرض للتسوق القصد منه تخفيف أعباء المعيشة منذ منتصف فبراير وحتى نهاية شهر رمضان بنادي الجزيرة، تتوفر به كل السلع الضرورية، بالإضافة إلى غاز الطبخ للمواطن بأسعار مخفضة مقارنة بأسعار السوق بمشاركة عدد من الشركات.

*تعاني الولاية من مشاكل في الطرق القومية والمحلية كيف تنظرون إليها؟

الطرق موقعة مع وزارة المالية الاتحادية، ومنها تأهيل طريق المناقل، وطريق الهلالية تمبول، وطريق مدني الخرطوم، و20 كلم داخل مدني، أما طريق تمبول رفاعة فيقع على الولاية وفيه إشكالية، رغم ذلك نعمل في الطرق بشكل كبير، والآن تم توقيع عقد مع شركة متوقع وصولها خلال هذه الأيام للشروع في تنفيذ (60,5) كيلو توزع على مستوى الولاية توزع على المحليات، وستبدأ بشارع المحطة بود مدني، باعتباره من الطرق الرئيسية، ونعمل في مجال الطرق الترابية في محلية القرشي .

*دار لغط حول قضية الكنابي هل هي قضية سياسية أم اجتماعية؟

الكنابي نتعامل معها كمجتمع متعايش ومتكافل منذ مئات السنين، ومشروع الجزيرة ضم كل المكونات وإذا وجدت مشكلة بالكمبو  نجلس معهم لحلها كغيرهم من بقية المواطنين، لكن تبقى هناك إشكاليات تقنية أن يكون هناك تعدٍّ على أرض، وهذه لا نفرز فيها بين نازح أو غيره، وإذا ثبت أنها ملك للشخص من خلال المستندات فلن نتردد في الوقوف إلى جانبه، ولذلك نأخذ المسائل بمهنية ولن نسمح بأي تدخل سياسي.

ونحمد الله مجتمع الجزيرة مجتمع متماسك ينبذ القبلية والجهوية، ونعم هناك جهات تستغل الكنابي لأهداف سياسية، ولكن نقف سداً منيعاً أمام هذه المحاولات .

*أين وصل مشروع السكن المنتج ؟*

مشروع السكن المنتج ملف كبير، وطاله إهمال وتولته إدارة الاستثمار وتتم مراجعته، وبه بعض الإشكالات نعمل على حلها متى ما طلب منا، وحتى يحقق الأهداف المرجوة، لابد من إكمال ما تبقى من ملفات .

* وماذا بشأن مشروع المستودع الإستراتيجي للمواد البترولية؟

هذه منشأة ضخمة تم افتتاحها مؤخراً من قبل وزارة الطاقة والمستودع الإستراتيجي، ومن شأنه ضخ المواد البترولية ويغطي ولايات النيل الأبيض، سنار وإقليم النيل الأزرق، وتستفيد منه هذه الولايات في اختصار الوقت وتقليل التكلفة.

أيضاً نفكر في إنشاء مستودعات، كذلك يستفاد منها في المسؤولية المجتمعية بفتح فرص للعمالة ودعم المدارس للقرى المجاورة للمستودع الإستراتيجي .

 

 

شارك الخبر

Comments are closed.