فارس النور.. استقالة أم تهميش وإقالة؟!

السوداني: القسم السياسي

اندلع هذا التساؤل عقب إعلان فارس النور مستشار قائد قوات الدعم السريع وعضو وفد التفاوض في منبر جدة استقالته، خصوصاً أن الخطاب الذي تضمن الاستقالة جاء غامضاً وغير متجانسٍ بعد أن عجز المحللون في الإجابة على سؤال، كيف يمكن أن تساهم استقالة فارس في وقف الحرب؟!

وعقب إعلان النور عن الاستقالة، انهالت العديد من التحليلات كلٌّ على ليلاه غنى.. فقالت مصادر مقربة من الدعم السريع إن الاستقالة سببها خلافات قديمة مع عبد الرحيم دقلو، خصوصاً أن فارس محسوب على حميدتي وقدم له رعاية خاصة، وتفجّرت هذه الخلافات عندما رأى قائد ثاني الدعم السريع أن مجموعة النور والماهري ليس لهما عمل ملموس في الملف الخارجي، وأنها أنفقت ملايين الدولارات والمحصلة حصد السراب، وظهر ذلك جلياً بعد العقوبات الأمريكية على شركات الدعم السريع وعبد الرحيم وعبد الرحمن جمعة، ما يفسر اختفاء بريق عزت الماهري ورحلاته وجولاته الخارجية التي كان يحتفي بها عند كل زيارة خارجية.

ودافعت مجموعة فارس عن أدائها في مواجهة مع عبد الرحيم دقلو، وأرجعت عدم تقدمها في مهامها بسبب انتهاكات جنود الدعم السريع التي سماها العالم بجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية حسب العرق، في ظل عجز الدعم السريع عن محاسبة المرتكبين للجرائم بعد الاعتراف الضمني الذي ظهر بتكوين لجنة فضيل.

وارتأت مصادر أخرى أن أسباباً جديدة وراء الاستقالة، تعود لتهميش دور مجموعة الماهري وفارس واستبدالها بمجموعة جديدة يقودها مستشارو قائد الدعم السريع دفع الله دينار وعز الدين الصافي، ودشّنت عملها برحلات إلى تركيا والإمارات ونيروبي وفي طريقها إلى قطر، فهل أصابت لعنة الجنجويد فارس النور؟
لم يؤمن بعض المحللين بنظرية لعنة الجنجويد وارتأوا أن استقالة فارس تحمل نوعاً مختلفاً، وأنها جاءت بتفاهم مع قيادة الدعم السريع لحماية عناصرهم التي تحمل جنسيات أجنبية من الملاحقات القضائية، بإلاضافة إلى تأمين وضعهم في الغرب، في ظل الإدانات الدولية بالإبادة الجماعية وتحركات بعض المنظمات الدارفورية التي تشرع في تحريك قضايا جنائية في محاكم أوروبية وأمريكية، واستندوا إلى أنّ خطاب الاستقالة تغزل في قائد الدعم السريع وتبنى رؤيته، ووجه عدداً من الاتهامات للجيش والفريق أول البرهان ولم يقدم أي نقد للدعم السريع سوى مجهودات فارس في إطلاق سراح المعتقلين، ولم يقدم ما يفيد عن هويتهم هل هم مدنيون أم عسكريون؟ وهو ما يؤكد أن الاستقالة جاءت بتفاهم مع قيادة الدعم السريع، خصوصاً بعد أن قرّرت الدعم السريع إنهاء المكتب الاستشاري في لندن واختفاء أيِّ دور لعناصره.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.