إلى البرهان في يوم العيد.. شعبك بين مطرقة المليشيا وسندان عمالك.. خافوا الله فيهم

كتب: عطاف محمد مختار

لعناية رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.. عندما هاجر الرسول الكريم إلى المدينة المنورة؛ بعد أن ازداد بطش قريش على المسلمين؛ وعانوا ما عانوا من ويلاتهم وفظاظتهم، خرج الصحابة وهم لا يملكون من متاع الدنيا شيئاً. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم  بالمُاخاة بين المهاجرين والأنصار، وتقاسموا معهم المسكن والمشرب والأموال والتجارة، في سابقة لم يشهد مثلها التاريخ في الإيثار والإخاء.

أما في السودان، عندما نزح أهل الخرطوم إلى الولايات، إثر بطش مليشيا الدعم السريع، التي استباحت الحرمات والدمار وعاثت في الأرض فساداً “قتلاً واغتصاباً واستعباداً ونهباً وتشريداً”، لم يكد يجد أهل الخرطوم من يأويهم؛ إلا قليلاً. فتم إسكانهم في المدارس والجامعات والدور الحكومية، يعانون جراحات الحرب ومرارات النزوح والتشريد، والذل والهوان، يكابدون شظف العيش، والاستغلال الرهيب – رفع أسعار الإيجارات، بمتوسط بلغ 800%، والعمل في أعمال هامشية بأُجرة لا تغني ولا تسمن من جوع – والتحرش والإهانة،

يا برهان، بعض عمالك في الولايات، منزوع من قلوبهم الرحمة، لم يكتفوا بما حلّ بالنازحين من ويلات الحرب وآلامها – في البير ووقع فيها فيل – وليس آخرهم المدير التنفيذي لمحلية المتمة بولاية نهر النيل، عصام عيسى سعيد، الذي أصدر قراراً بإخلاء وطرد نازحي الخرطوم من المدارس والمواقع الحكومية خلال (72) ساعة.

النازحون الذين وقفت على احتياجاتهم والمشكلات التي تواجههم في مراكز الإيواء، ووعدت بمعالجتها، ووجّهت حكومة الولاية بتقديم كل ما من شأنه خلق البيئة الآمنة والمُريحة لهم.
ها هم الآن في انتظار الإخلاء من قِبل الشرطة، لأن أوامرك يُضرب بها عرض الحائط.

النازحون يرفعون شكواهم لك الآن في يوم العيد المبارك، ويتظلّمون في هذا القرار الجائر، ويقولون لك: “بهذا القرار نكون قد شُرِّدنا وطُرِدنا مرتين، الأولى من قِبل المليشيا والمرتزقة، والثانية من قِبل حكومتنا التي من المُفترض أن تأوينا!!”.

يا برهان، هناك فرقٌ شاسعٌ ما بين الإرث الذي تركه لنا قدوتنا رسول الله، وهديه في الرحمة واللين بين الناس، وبين ما نشاهده الآن في السودان – فرق السماء من الأرض. وأنت الراعي ومسؤولٌ أمام الله عن كل ما حدث ويحدث لرعيتك.

هل تعلم يا رئيس مجلس السيادة أن النازحة (مشيرة) التي شكت لك خلال زيارتك لشندي لمراكز الإيواء، أفعال المسؤولين من أجل الحصول على الطعام، تم فتح بلاغ فيها، وأن رئيس اللجنة الأمنية لمركز الإيواء قال إنهم فتحوا البلاغ بتوجيه منك.

عيبٌ أن يحدث في دار جعل، هذا الذل، وهي منبع الكرم والشهامة.

احذروا دعوات المظاليم فأبواب السماء مفتوحة لهم.. فلا تخذلوا الحقَّ وتنصروا البَاطِلَ، ان البَاطِلَ كان زَهُوقًا.

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.