وفاة «فيلسوف الضحك» الفنان السوداني المصري محمد حاكم

القاهرة: متابعات

غيب الموت فيلسوف الضحك، ورائد الكوميديا السوداء، الفنان السوداني المصري الشهير (محمد حاكم)؛ عن عمر يناهز (90) عاماً، بعد رحلة حياة حافة في صروح الفن والإبداع. ويقام عزاء الراحل، اليوم الجمعة بمسجد القوات المسلحة مدينة نصر من الساعة 7:30- 10:30م بقاعة الهدى.

 

وُلد الراحل في قرية «شبا» شمال السودان، ونزح إلى مصر مع أسرته طفلاً صغيراً فتربى فيها، وأراد له والده الذي كان يعمل في سلك العسكرية، أن يكون عسكريًا، لكنه فضل أن يتجه إلى الفن، وتخرج في كلية الفنون الجميلة، ليشارك في مجال صناعة الرسوم المتحركة في مصر، إلى جانب عمله في عدد من الصحف المصرية والعربية.

 

كان بيت حاكم في القاهرة منارة ثقافة مشرعة، ضم أعلام الفنون والآداب المختلفة، مثل الشاعرين عبد الرحمن الأبنودي ومحمد الفيتوري والكاتب الساخر محمود السعدني والمطرب النوبي محمد حمام.

يقول الفنان الرسام سمير عبد الغني عن الراحل: “محمد حاكم، أحد الفنانين القلائل الذين يملكون فلسفة كاملة للحياة، وهو ما يبدو بوضوح في كثير من أعماله، عندما يرسم الناس في كثير من لوحاته الكاريكاتيرية، لأن الناس حسبما يقول لم تعد تسمع بعضها البعض”.

 

يشار إلى أن آخر معارض الفنان محمد حاكم، أقيم في بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب، والتابع لمكتبة الإسكندرية، ضمن سلسلة معارض رواد الكاريكاتير المصرى في شهر نوفمبر 2023.

 

ونعت الجمعية المصرية للكاريكاتير، ونقابة الفنانين التشكيليين المصريين، ورابطة رسامات الكاريكاتير المصريات الفنان الراحل، وذكر بيان صادر عن مركز الفيوم للفنون، الذي أسسه الفنان التشكيلي محمد عبلة، أن مصر فقدت اليوم قامة من قامات فن الكاريكاتير، حيث إن عمل الراحل لم يقتصر على تجسيد ملامح الناس فحسب، بل كان أيضاً مرآةً تعكس واقع المجتمع.

 

وأشار عبلة إلى أنّ محمد حاكم، صاحب مدرسة عميقة ومُمتدة في فنون الكاريكاتير الصحفي الساخر التي خاضها متأثراً بتجربة شقيقه الأكبر حسن حاكم (1929 – 1998) الذي يعدّ أحد رواد هذا الفن بمصر والعالم العربي.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن حاكم الأصغر استلهم شخصياته الواقعية من الشارع المصري الذي عرفه عن قُـرب ورسم ملامحها بمهارة وعذوبة نادرتين، لافتاً إلى أنه كان بارعاً في رسم أعمال بانورامية تحتوي على كثير من الشخصيات في مكان واحد، لكنها تحتفظ مع ذلك بحميمية ودفء عبر خطوط شديدة البساطة.

 

حصل محمد حاكم على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 1958، وعمل في صحف «الجمهورية» و«المساء» و«الأهالي»، فضلاً عن مجلتي «صباح الخير» و«روز اليوسف». والتحق بمجلة «العربي» الكويتية مخرجاً فنياً ورساماً لمدة 30 عاماً.

 

ويشير فنان الكاريكاتير سمير عبد الغني إلى أن محمد حاكم مارس جميع فنون العمل الإبداعي مثل الكاريكاتير ورسوم كتب الأطفال والقصص المصورة أو (الكوميكس)، كما تنوّع إنتاجه بين الكاريكاتير السياسي على أغلفة مجلة روز اليوسف والكاريكاتير الاجتماعي في مجلة صباح الخير.

وأضاف عبد الغني أن الفنان الراحل في سنواته الأخيرة اتجه إلى تجسيد حركة الناس في تجمعات كبرى وازدحام المناسبات عبر لوحات تشكيلية شديدة التميز ليصبح بالفعل التجسيد الفعلي لفكرة الفنان الشامل.

 

وحول سبب إطلاق اسم «فيلسوف الضحك» على محمد حاكم، أوضح سمير عبد الغني أن الأمر يعود إلى رؤيته الفكرية العميقة التي تعبر عنها رسوماته بخفة ظلّ وبساطة متناهية، كأن يرسم شخصاً بلا أذنين (لأن الناس لم تعد تسمع) أو شخصاً آخر بلا فم، وهكذا، فضلاً عن أنه كان قارئاً نهماً لفنون الرواية والشعر، وعلى إلمام واسع بالتاريخ.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.