متابعات: السوداني
ألغى مغني الراب والهيب هوب الأمريكي (بروفيسور ماكليمور) حفله الفني في دبي، تضامناً مع السودان. وقال إنّه لن يؤدي أي اعمال فيها، حتى تتوقف الإمارات عن تسليح وتمويل مليشيا الدعم السريع.
وحصل ماكليمور، خلال مسيرته، على جائزة غرامي لأفضل أغنية راب (عن عمل:Thrift Shop) (2014)، كما حصل على جائزة غرامي لأفضل فنان صاعد (2014).
وقال ماكليمور في حسابه على انستجرام، انه اتخذ قراره هذا، بعد تفكير متأنٍ، والعديد من المحادثات مع المنظمين وأصدقائه الموثوقين، وبعد قراءته وأبحاثه الخاصة، قرر إلغاء جولته الغنائية القادمة في دبي في أكتوبر المقبل. أنا لا اتخذ هذا القرار باستخفاف وأعتقد أنه من المهم توضيح السبب.
وأضاف: “على مدار الأشهر القليلة الماضية، تواصل معي عدد من الأشخاص، وشاركوني المعلومات والحقائق وطلبوا مني إلغاء العرض تضامناً مع شعب السودان ومقاطعة ممارسة الأعمال التجارية في الإمارات العربية المتحدة بسبب الدور الذي يلعبونه في الصراع المستمر والإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية في المنطقة. كان من المهم بالنسبة لي أن أتعلم وأفهم الموقف حقاً. لا أريد أبداً اتخاذ قرار بسبب الخوف، بل قرار محسوب من القلب”.
ومضى في القول: “الأزمة في السودان كارثية. فقد نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، ويواجه الملايين مجاعة وشيكة، وينتشر العنف الجنسي على نطاق واسع، وفقد ما لا يقل عن 150 ألف شخص، بما في ذلك آلاف الأطفال. وبينما تساهم العديد من القوى الخارجية في هذه الأزمة، فإن المدافعين والمنظمين والصحفيين والمسؤولين يسلطون الضوء مراراً وتكراراً على دور الإمارات في تمويل مليشيا الدعم السريع كعامل رئيسي”.
موضحاً: “في نهاية اليوم يجب أن أسأل نفسي ما هي نيتي كفنان؟ في الأشهر العشرة الماضية كنت أتعلم ما هي العوامل/المحفزات التي تغذي الإبادة الجماعية والقمع النظامي العالمي. ما زلت أعود إلى المصلحة الذاتية بدلاً من المصلحة الجماعية في الجذر. والرأسمالية هي الغراء الذي يجمع هذه الأيديولوجيا معاً. وإذا أخذت المال، مع العلم أنه لا يتناسب مع روحي، فكيف سأختلف عن السياسيين الذين كنت أحتج ضدهم؟ كيف يمكن أن أغضب من افتقارهم إلى النزاهة بينما أساوم على نزاهتي؟ وبماذا اختلف عن الدول التي تضع الدولارات والسلطة على حياة الإنسان؟”.
وزاد: “لقد عشت لفترة طويلة في مكان لا يبالي بفكرة لقد انهار العالم، لكنني سأحصل على الحقيبة. ما الفرق الذي يمكننا إحداثه بشكل فردي على أي حال؟، لقد تم تكييفنا عمداً على عدم المبالاة في قضايا خارجة عن احتياجاتنا الشخصية. ولكن محنة الشعب الفلسطيني أيقظت العالم. لقد رأينا الناس في جميع أنحاء العالم يحتجون بالملايين، ومخيمات جامعية، وشاهدنا معلومات واسعة النطاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم توثق الأشهر العشرة الأخيرة من الإبادة الجماعية فحسب، بل وثقت آخر 76 عاماً من التطهير العرقي والاحتلال في فلسطين”.
وشدد ماكليمور على الرغم من أن تفكيك القمع النظامي قد لا يحدث بشكل كامل خلال حياته، إلا أن التحليل الجماعي يتطور “هذا هو المكان الذي يجب أن نبدأ منه، عندما ندرك أن تحررنا الفردي هو تحرير فلسطين، هو تحرير السودان. نحن مدعوون في هذه اللحظة للدفاع عن الفئات الأكثر تهميشاً في جميع أنحاء العالم. أن نضع ترفنا جانباً من أجل السعي الجماعي لتحقيق الحرية والأمان للجميع. ما الذي نحن على استعداد للمخاطرة به من أجل اقتلاع الأنظمة التي تعتمد على الإبادة الجماعية لتحقيق مكاسب مالية؟.. قراري بإلغاء عرض دبي يأتي من هذا المكان”.
مبيناً ان قراره بمقاطعة الحفل في دبي، من المحتمل أن يعرض عروضه المستقبلية في المنطقة للخطر. وقال: “وأنا أكره حقاً خذلان أي من معجبيني. لقد كنت متحمساً جداً الى لقائهم، ولكن حتى تتوقف الإمارات عن تسليح وتمويل مليشيا الدعم السريع، فلن أؤدي اي حفل هناك.. لماذا ألغي هذا العرض دون غيره بينما من الواضح أنني لا اتفق مع تصرفات العديد من الحكومات؟ لأن الوضع الحالي في السودان عاجل ومروع ويمر دون أن يلاحظه أحدٌ على مستوى العالم. أنا أتبع خطى المنظمين والناشطين السودانيين الذين يحاولون أن يسمعوا صوتهم”.
البروفيسور بين أنه ليس لديه أي حكم على الفنانين الآخرين الذين يقدمون عروضهم في دولة الإمارات العربية المتحدة. لكنه طرح سؤالاً على زملائي المقرر أن يعزفوا ويغنوا في دبي: “إذا استخدمنا منصاتنا لحشد التحرر الجماعي، فماذا يمكننا أن نحقق.. وفي النهاية، آمل أن يجلب هذا المزيد من الوعي والحوار حول الأزمة الإنسانية الملحة في السودان. وكما هو الحال دائماً، رسالتي هي الحب”.
Comments are closed.