مدفع الدلاقين

الخرطوم : سعيد عباس

يعتبر مدفع الدلاقين من الثقافات التي سادت ثم بادت وله تاريخ بعيد داخل وطننا الحبيب فكان ضربه ودوي صوته يعتبر إيذانا ببداية الشهر الكريم بالاضافة الى انه يضرب يوميا طوال أيام الشهر المعظم عند غروب الشمس كمنبه لوقت إفطار الصائمين ، وتتوزع أماكن مدافع الدلاقين في العاصمة المثلثة كالآتي مدفع مدينة الخرطوم العاصمة ويوجد بميدان المولد جوار القسم الأوسط ومدفع مدينة أمدرمان يوجد بمنطقة أبوروف أما مدفع بحري فكان موقعه بين محكمة بحري وإدارة الكهرباء الحالية بحى (الوابورات) وترجع فكرة ضرب مدفع الدلاقين في تلك الفترة للمك فؤاد الأول بمصر وهو جد الملك فاروق لذلك نجد أن الظاهرة انتقلت سريعاً لجنوب الوادي حيث كان المدفع يعمل في عدد كبير من مدن جمهورية مصر العربية ويقول الموسيقار الكبير محمد جبريل كنا نسمع صوت مدفع الدلاقين عندما كنا صغاراً بمدينة بحري عند الإفطار وبمجرد أن يضرب المدفع تسمع دويه في كامل أنحاء مدينة بحري وماجاورها إذ كانت تديره وتضربه مجموعة مختصة من عساكر المدفعية من قوة دفاع السودان ويعمل المدفع على كبس كميات كبيرة من البارود المضغوط في قاعدة المدفع والذي ينطلق مدوياً عبر فوهته الطويلة مصدراً صوتاً ودوياً تهتز له الأرض أما عن تسميته بمدفع الدلاقين هو بسبب أنه غير قاتل حتى إذا تم تصويبه تجاه هدف معين لذلك يطلق عليه العامة مدفع الدلاقين وقيل إنه صدرت تعليمات من السيد رئيس الجمهورية جعفر محمد نميري بوقفه في بداية منتصف سبعينيات القرن الماضي وقد عزا كثيرون ذلك القرار بسبب ظهور بعض الحركات الإنقلابية والاجتياحات المسلحة كالمرتزقة وأحداث ود نوباوي ومحاولات محمد نور سعد وانقلاب هاشم العطا فجاء القرار ليخرس كل أصوات الأسلحة النارية حتى لا تستخدم كتمويه لهجوم كارثي لاتحمد عقباه.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.