من عاداتنا الراسخة…(فطور الشارع)…تجسيد المحبة والتواصل الاجتماعي

تقرير: تفاؤل العامري
يظل الإفطار الجماعي خارج المنازل من إحدى خصائص المجتمع السوداني التي تشير إلى المحبة والتواصل الاجتماعي والتي تجسد العادات الأصيلة والتقاليد الراسخة التي تنم عن تجانس أفراده، ورغم ضيق العيش والظروف الاقتصادية الطاحنة مازال شهر رمضان يحتفظ بتلك الخصوصية وهي عادة الإفطار خارج المنازل حيث يخرج عدد من الاشخاص كل يحمل مائدته إلى مساحات خالية وسط الحي بغرض دعوة عابري السبيل والمساكين والفقراء. تلك العادة ارتبطت بولايات السودان المختلفة والأحياء الطرفية من العاصمة حيث تنتشر تجمعات الإفطار الجماعي التي تضم أهالي الحي إذ يشرع الشباب في تجهيز المكان قبل غروب الشمس وموعد الأذان حيث يأتون بما تيسر من مفروشات ويجلس الرجال بانتظار الأذان بينما ينهمك الشباب في تجهير المائدة.
محمد سلمان من أبناء منطقة أبوسعد الفتيحاب أشار إلى أن تناول الإفطار خارج المنزل عادة درج أهل الحي على القيام بها منذ سنوات خلت لافتاً إلى أنهم جاءوا من إحدى ولايات السودان لذا لم يتخلوا عن عادتهم التي درجوا على فعلها منذ النشأة قائلاً : تناول الإفطار في جماعة من قيم التعاون الإنساني بين أهل الحي الواحد إذ يأكل الغني من أكل الفقير والعكس مضيفاً المقصود بالإفطار خارج المنزل احتواء الفقير وابن السبيل وغيرهما من الشرائح التي في حاجة لمد يد العون.

أما وليد سرالختم من مواطني بانت شرق بأم درمان فأشار إلى أن أهم ما يميز الإفطار الجماعي هو امتداد جلسات الأنس بين الجيران لحين صلاة التراويح ما يتيح أكبر وقت للتعارف والتقرب من الجيران لأن باقي أيام السنة يكون كل في همه ولا يجد الكثيرون فرصة للتلاقي لذا نحرص على مائدة رمضان خارج المنزل.

ويقول المواطن عماد الدين أحمد بابكر وهو من سكان منطقة “االخوجلاب” والتي تقع على بعد 22 كيلو متراً شمال الخرطوم ” هذه من مآثر رمضان فى كل أنحاء السودان إذ يحرص الناس على تناول إفطار رمضان خارج البيوت. هذه عادة اجتماعية ورثناها من أجدادنا، إنها تشير إلى تكافل المجتمع وتماسكه وكرمه.

من جانب آخر قال المواطن جمال محمد أحمد إنه يحرص كل عام على الخروج للإفطار في الشارع العام وتناول الإفطار مع أهل الحي لافتاً إلى أن الجميع يحرص على تلك العادات لأنهم يستهدفون الفقراء وعابري السبيل مضيفاً من يحجب نفسه عن الإفطار من الجماعه يظل منبوذاً من المجتمع ويكون عدم خروجه عار، وأضاف جمال إن إفطار رمضان يقوي أواصر الصداقة بين الأفراد ويزيد من رابط العلاقات الاجتماعية بينهم.
وتحدث لـ(السوداني) شيخ الدين بلال قائلاً رغم حرص المجتمع السوداني على المحافظة على تقاليده فى رمضان ومنها الإفطار الجماعي فى الشوارع العامة إلا أن بعض شرائح المجتمع بدأت تتخلى شيئاً فشيئاً عن تقاليدها الراسخة ويلاحظ كثير من الناس أن فكرة الإفطار في الشارع قد بدأت تقل خاصة في أواسط المجتمعات الحضرية مع بقائها فى المجتمعات الريفية والأطراف النائية للعاصمة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.