خالد مُحمّد إسماعيل

الانتباه للفتنة مطلوب

شارك الخبر

أحداث الثامن من رمضان الدَّموية المُؤسفة وما صاحبها من رُدُودِ فعلٍ مُتباينة، فالرحمة لأرواح الأبرياء الذين سقطوا وعاجل الشفاء للجرحى، وينبغي على المجلس العسكري الانتقالي بوصفه من يُدير البلاد حالياً، كشف الجُناة تَوطئةً لمُحاكمتهم.. أمّا بالنسبة لردود الفعل المُتباينة التي أعقبت الأحداث، فهي قد تَجُر لفتنةٍ أُخرى، البلاد في غنىً عنها في هذا الظرف من عُمر الثورة، وينبغي على الجميع التّحَـرِّي والتّأكُّد قبل وصم أيّة جهة بالضلوع في الجريمة، وينبغي الرجوع إلى الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) صدق الله العظيم.
فمن بين اللغط المُتداول عبر الوسائط أنّ القَتَلَة هُم من عَنَاصِر قُوّات الدّعم السّريع وهذا ما يستبعده العقل السَّوِّي، إذ كيف لهذه القُوّات التي رَفضت من قَبل أوامر قائدها الأعلى بالقضاء على المُعتصمين السَّلميين قبالة القيادة العامّة للقُوّات المُسلّحة، وهذا العصيان العسكري هو الذي عَجّلَ برحيل النظام السَّابق ومن ثَمّ انتصار الثورة، فمِمّا لا شَكّ فيه أنّ هناك جهات مُضادة للثورة تَعمل على إحداث الفِتنة بين الثُّوّار من جهةٍ، وبين المجلس العسكري الانتقالي من جهةٍ أخرى، وتنشط هذه الفتنة كلّما حدث تقدُّم في التفاوُض بين الطرفين، وبدليل أنّ الأحداث الدامية الأخيرة كَانت عَقب التّوقيع على الاتّفاق الذي حَسَمَ تسعين بالمئة من القَضَايا الخِلافية بين الطَرفين، لأنّ هذه الجِهَات لا يُسرّها سُرعة أيلولة السُّلطة من المجلس إلى الثُّوّار، ولذلك هي تَعمل كخفافيش الليل لإجهاض أيِّ تقدُّمٍ يُحرَز في التّفاوُض حتى يَطُول أمده مِمّا يجري إلى المزيد من الاحتقان والغَليان في الشَّارع، ومِن ثَمّ يَضع البلاد في دَوامة هِيَ في غِنىً عنها..!
وخلاصة المَوضوع، ينبغي على الطَرفين، التّحلِّي بالمزيد من الحِكمة والمُــرونة من أجل الوَطَن وما أسرع سَريان الفِتنة في هذا الزَّمان، حيث يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
أمّا بالنسبة للمَتَاريس المَوضوعة قبالة الطُرق الرَّئيسة والكَباري، فهي تقف عائقاً أمام انسيابية حركة المُواطنين واحتياجاتهم، فعندما يتعطّل القطار الذي ينقل المُؤن الضرورية الى الولايات الطرفية، فهذا ليس ما جاءت من أجله الثورة، ويخدم أعداء الثورة لا المُواطن الذي تَفَجّرت من أجله الثورة وإن كان لي من بقية حديث لشباب الثورة، احفظوا ثورتكم من الصغائر لأنّها ثورة كبيرة، ثورة ثمنها العالم أجمع.
وإلى الأمام،،،

شارك الخبر

Comments are closed.