الخرطوم: سعيد عباس
يُعتبر الفنان عبد الله البعيو من أكثر الفنانين الذين يتمتّعون بحُبٍ وقبولٍ وسط جماهيرهم ومُعجبيهم، وذلك لرُقي فنه وخفّة دمه واستعراضه التلقائي المُصاحب لوصلاته ولزماته الغنائية، سبق وأن أصدر عبد الله البعيو قراراً صارماً لفرقته الموسيقية لمزيدٍ من الضبط والالتزام تجاه حفلاته ومُشاركاته وذلك بتحديد زمنٍ مُعيّنٍ للقاء العازفين في مكانٍ واحدٍ، وبعد أن يركب كل العازفين البص في الزمن المُحدّد لن ولم يتم انتظار أيِّ شخصٍ إذا جاء الموعد المحدد حتى لو كان المُتأخِّر أمام البص بمترٍ واحدٍ ينبغي ألا تنتظره الفرقة، فوافق الجميع على ذلك القرار وأصبح يستبعد أي شخصٍ تأخّر عن مواعيد الحفل حتى ولو بدقيقةٍ واحدةٍ، وقال لهم: هذا القرار يشملني أنا أيضاً معكم، وفي يومٍ من الأيّام كان هنالك حفلٌ بمدينة الأبيض، واتّفق الجميع على أن يلتقوا أمام نادي الفنانين في التاسعة والنصف تماماً والتّحرُّك في العاشرة تماماً ولو جاء عازف في العاشرة ودقيقة لن يركب وذلك حسب التعليمات، وبالفعل جاءت كل الفرقة في الزمان والمكان المحددين، وأعلنت عقارب ضبط الوقت العاشرة تماماً، وقتها أدار السائق مُحَرِّك السيارة وهَمّ بالخُرُوج، فإذا بالفنان عبد الله البعيو يأتي مُتأخِّراً بدقيقة من زمن تحرُّك الحافلة ورفع يديه مُلوِّحاً لهم بانتظاره، ولكن قائد الفرقة أمر السائق بالتحرُّك والذهاب مُباشرةً إلى الأبيض وعدم انتظار الفنان لأنّه تأخّر دقيقةً، وبالفعل ذهبت الحافلة بعيداً وتركت البعيو في حسرةٍ، إلا أنه تدارك الموقف واستأجر عربة ليموزين من عربات الدفع الرباعي وتَوجّه إلى الأبيض ثُمّ فاجأهم بالوصول إلى مكان الحفل بـ 45 دقيقة، واندهش كل عازفي الفرقة عندما شاهدوا البعيو الذي تركوه في الخرطوم واقفاً أمامهم وبفاصل زمني كبيرٍ، فصرخ فيهم ممازحاً وقال: مخصوم منكم لأنّكم تأخّرتم 45 دقيقة، فضحك الجميع ثُمّ باشروا حفلهم.
