بقلم: عادل سيد أحمد

إنقلاب الإنقاذ كان نحرا للسودانيين وانتحارا (للإسلاميين)

شارك الخبر

ظللنا طيلة فترة (حكم الإنقاذ) نقول إن مآلات الوصاية والاحتكار ستقود إلى استبداد ثم فساد.. وإن هذين المعنيين سيولدان طاغية، ينمو ويتنامى، مع الأيام، حتى يصبح فرعون، فيقول: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ). 
من الضروري أن يكون مشايعو النظام العسكري الثالث، في لحظة صلاح وتصالح مع النفس، بعيدا عن العصبية الفكرية، والتعصب السياسي لأن  (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).. 
ألم تنتهِ (الإنقاذ) إلى فشل ذريع، في كل مناحي الحياة.. حيث إن المعايش بقت (جبارة).. وتعليم الأبناء بـ(ذل ومرارة).. وعلاج المواطن  لا يطيقه بشر  مهما أوتي من (صبر وجسارة).
لقد انقضى زمن أكل الشعارات.. وأتى أوان (الإطعام من جوع، والتأمين من الخوف).. وهي سنة إلهية، منذ أزلها مفترض أن تكون ماضية.. ولكن البشر   عطلوها، نصرا وانتصارا واستنصارا.. نصرا للاستبداد وانتصارا للفساد واستنصارا بدولة القهر والعناد.. فتكون الميزانية الأكبر لأمن الحكومة، وليس أمن المواطن والبلاد.
لذلك فإن المصير (المشترك) لأنظمة (الاستبداد) واحد.. هو السقوط الحتمي.. وقد رأينا بأم أعيننا كيف تهاوى اعتى نظام أحادي، في العصر الحديث، وهو الاتحاد السوفيتي (العظيم)، مع أذياله في أوروبا الشرقية.. ثم راينا كيف انهار – تباعا – بن علي والقذافي ومبارك وصالح.
إن المشترك في سقوط هؤلاء (الفراعنة)، أنهم، بعد أن فشلوا وخرجت ضدهم شعوبهم في ثورات عارمة ومشروعة.. لم يستسلم هؤلاء الطغاة، ولكنهم تسافهوا سفاحين، ليقتلوا ويسحلوا أمما، من أجل أن يبقوا هم على أشلاء وطن، معطلة بئره، في ظل قصرهم المشيد.
ولكن عند اشتداد الظلم، يلهم الله، سبحانه وتعالى، الشعوب لتدافع عن حقها في الحياة، ربطا لحبل سري بين أن هذا الحق مطلوب، بحافز من  الآخرة معلوم (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا). 
وحينما جنح المستبدون لاستباحة دماء الـ(بني آدميين)، هنا تتدخل السماء، دعما للعدل الإنساني، وصيانة لأرواح ومهج الناس.. فيحدث (النزع)، المستصحب  بـ(الذل)..
إن (طاغيتنا) لم يكن استثناء، ففي غمرة الفرعنة، جاء لقومه من أهل (الشَوكة)، بفتوى مضللة ومسيئة لتياره، وليس للإسلام، أن (فضوا الاعتصام بقتل الثلث، ليعيش الثلثان، بحسب فتوى المالكية).. لقد انتحرت (الإنقاذ وحزبها) بعد أن نحرت، فعلا وممارسة، وطنا شامخا.. سينهض ويقوم ويلحق بركب الأمم، بفضل الله وفعل الثورة السودانية العاتية والكاسحة والمشرفة.
ولما كان الإسلام متطابق تمام الانطباق مع الفكر الإنساني في سيادة (الحرية والسلام والعدالة).. قال تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر”.. إذن اكتملت مقتضيات التغيير.. إن قمة الاستبداد مع ذروة الفساد، شكلا قاعدة كبيرة لبركان فائر، وطوفان صائر.
ولكن ما هو جدير بالتأمل، هو المصير النهائي المشترك لفراعنة العصر الجديد.. النزع مع الذلة (تنزع الملك ممن تشاء)، مقروءة مع (… وتذل من تشاء).. ويا لحقارة النفس الدنيئة، فيحترمها الخالق بأن يكون ملكها إتيانا (تؤتي الملك من تشاء).. ولكن الأمارة بالسوء لا تفكه إلا انتزاعا (وتنزع الملك ممن تشاء)..
على أن  الإبداع الإلهي كان – وسيبقى – في العقوبة الدنيوية المنصفة والمقتصة لحقوق الناس، بمعاقبة المستبدين، وهم أحياء.. تماما كما حدث مع فرعون.. كلهم، زمان والآن، وفي كل أوان، تطالهم، في الدنيا قبل الآخرة، عدالة السماء: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ).
         صدق الله العظيم

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.