بصائر .. عبد الباسط ادريس

التسوية المُمكنة!

شارك الخبر

بعد موجة التصعيد الأولى بين التّحالُف العربي مع إيران، التي تَلَت قرار إدارة ترمب، نفض يد أمريكا عن الاتفاق النووي، كتبت: ((السيناريو الأبرز لهذه الخطوة، تصعيد مع إيران، يضع المنطقة على شفا حربٍ حتمية، لتستجيب وتقبل تحت الضغط، إضافة ملحق للاتفاق النووي، يُخاطب قائمة طويلة من مطلب دول المنطقة.. أدنى تلك المطالب خروج إيران من دائرة التّهديد المُباشر (اليمن وسوريا) وليس مُستبعداً جَرِّها من بعد ذلك لهُدنةٍ طويلة الأمد مع إسرائيل)).
يبدو أنّ هذه الخُطة تمضي في طريق التنفيذ، ترمب أكّد رغبته في التّفاوُض مع إيران، تَسَابُق مسؤولي إدارته فيمَا يَجب عَلَى إيران فعله، وفي مُقدِّمة ذلك ضرورة عَدَم تواجُدها في اليمن.
لقد أفلحت الدبلوماسية السعودية، في تشكيل تحالُف عربي وعالمي واسع، لمُحاصرة التّمَـدُّد الإيراني المُهَـدِّد لأمن واستقرار المَنطقة، وإعاقة المصالح الدوليّة المُتشابكة من تجارة عالمية، ظلّت تنمو وتزدهر في الدول الخليجية. ذلك التحالُف أصاب إيران في مَقتلٍ، بتكبُّدها خسائر مالية كبيرة جَرّاء العُقُوبات الاقتصادية المَفروضة من قِبل الولايات المتحدة عليها، على النحو الذي وضع النظام الإيراني في مَأزقٍ كَبيرٍ.
داخلياً ستزداد المَتاعب، وترتخي قبضة النظام، وستتّسع دائرة السّخط الشعبي على سياساته، وحينما تضيق الحلقة أكثر، سيجد الإيرانيون أنفسهم في سجنٍ كبيرٍ، فيستعجّلون بعد المُواجهة الشعبية السلمية لاقتلاع النظام وإنهاء الحقبة الخمينية.
أما على الصعيد الخارجي، ستزداد عزلة النظام يوماً بعد يوم، وسيجد نفسه أمام تحالُفٍ دولي عريضٍ راغبٍ في وضع حدٍّ لتجاوزاته، حينها ستكون السفن والبوارج الحربية أمامه، والمُقاتلات الجوية فوق مَعاقل قُوته.
الحكومة في إيران تدرك هذه الحقيقة.. حقيقة استنفاذ نظامها المُتطرِّف لكل مُناوراته، وتصريحات قياداته المُستفزِّة، وحقيقة انتهاء تَصدير الثورة، وأسلحة الرُّعب المَحمولة على قوارب الأذى وحُرُوب الاستنزاف العبثية.
لذلك تسعى الحكومة الإيرانية جَاهدةً لطوق نجاة، عبر المُفاوضات، التي بكل تأكيد لن تكون بالنسبة لها لشراء مَزيدٍ من الوقت، بل أنّها سَتكون ذات نتائج قاسية، تنهي أُسطورة النظام الإيراني الكذوب وتعيده لحجمه الطبيعي، على نَحوٍ يُعيد للإيرانيين حُريتهم ودَولتهم المَسلوبة لعُقُودٍ قاتمةٍ. انتهت اللعبة أو هكذا يجب أن تكون وفق خُطة سلامٍ شاملٍ في المنطقة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.