الطريق الثالث – بكري المدني

من يحكم السودان؟!

شارك الخبر
  • استغربت جدا لتعلقيات بعض الذين قرأوا مقالي السابق تحت العنوان (قبل إعلان الحكومة -تنحية الشماليين) والذي دعوت من خلاله القوات والأحزاب لتقديم عناصر من خارج الشمال النيلي للمرحلة الانتقالية والانتخابية تمييزا إيجابيا حتى تتعافى هذه البلاد من صراع السلطة الدائر بين المركز والأطراف منذ الاستقلال وحتى (الإنقاذ).

  • أولا دعونا نأمن على حقيقة أن اتهام أبناء الشمال باحتكار السلطة عبر التاريخ تسنده حقائق مهما كانت المبررات والدفوعات والاعتراف بهذا الاتهام خطوة لتحقيق العدالة. ولقد رأيت أن العدالة في ترشيح غير الشماليين للسلطة وتنحيتهم لفترة وطلبت أن يبادر بالاعتذار أي شمالي يرشحه حزب أو قوة نظامية مفسحا الموقع لآخر من خارج الشمال النيلي – أين المشكلة؟!

  • الذين استنكروا هذه الدعوة وقالوا إن الحل في الإجابة على السؤال كيف يحكم السودان؟ وليس من يحكم السودان؟ أقول لهم (ده كلام لولوة ساكت!) وكذلك الحديث عن المركز وليس الشمال (كلام لولوة برضو)!

  • حتى نصل مرحلة السؤال كيف يحكم السودان؟ لا بد من الوصول لإجابة من يحكم السودان (أولا) ولفترة طويلة قادمة من السنوات، والذي يحكم السودان برأيي يجب أن يكون أو يكونوا من خارج الشمال النيلي لمصلحة السودان ولمصلحة الشمال أيضا.

  • أخي في الوطن وزميلي في مهنة الصحافة الكاتب الصحفي علي منصور من أبناء دارفور عقّب على ما قلت في أحد القروبات بمنشورات حارقة وصريحة حول التاريخ والحاضر وهي مفيدة في تقديري للمستقبل ومثل حديثه الساخن مطلوب مهما كانت درجة حرارته.

  • في الماضي كانت المحاصصة تتم تحت لافتات القوى السياسية والحركات المسلحة وقد وصلت باسم جنوب السودان منصب النائب الأول الذي شغله الدكتور جون قرنق وخلفه الفريق سلفاكير ميارديت، ولم تتعد دارفور منصب نائب الرئيس كحد أعلى، بينما نال الشرق وكردفان مواقع أقل أما الوسط وخاصة (الجزيرة) فلقد كانت دائما ضائعة وسط هذه القسمة!

  • اليوم تجري محاصصة إقليمية داخل مجلس السيادة وإن كانت مخلة في تقديري ولكنها محاصصة أيضا.

  • في فترات الديمقراطية القصيرة المتقطعة كان ينظر للتمثيل الجغرافي أيضا، ولكن الأحزاب وقانون الانتخاب وحتى إعداد الإحصاء السكاني كان يظلم سكان أقاليم السودان عدا الشمال.

  • إذن، لم أدعُ إلى شيء غريب ومجافٍ للواقع وإن ناديت ولمرة واحدة خروج البعض لصالح الكل.

  • آمل أن يحدث ما دعوت له في الفترة الانتقالية من خلال ترشيح القوات والأحزاب لكفاءات من خارج الشمال النيلي (ألا توجد؟!)، وأن تفعل كذلك الأحزاب في فترة الديمقراطية القادمة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.