صديق دلاي

ديوان الزكاة ولاية النيل الأبيض.. صفحة الثورة

شارك الخبر

من المفيد أن نفهم مشاعر حريق مقر ديوان الزكاة بعدة مدن في الفترة الأخيرة، حتى يستقيم معنى أنه ديوان يساعد الفقراء والمساكين فمن حرقه ومن سرقه ومن كان صاحب الفكرة بالأساس وهذه أسئلة لا تحتاج لإجابة بأن الأداء مع سياسة الديوان لم تكن متسقة كما ينبغي والسؤال مرة أخرى، هل كان حرق الديوان وسيلة مناسبة لمعالجة الخلل والأخطاء والعلل؟
بالطبع يوجد في كل مكان (ظلم ما) بسبب غياب دولة المؤسسات والقانون ،ومع ذلك نؤكد أن ديوان الزكاة مع كل ملاحظات الثورة عليه، فإنه كان من أميز مؤسسات الفترة الفائتة بكل آلامها وظلامها، كان مجتهدا في الوصول للفقراء وكان مجتهدا في سد ثغرات دولة كاملة معطلة باداء واجبها نحو مواطنيها بكل ألوانهم وأشواقهم وتوجهاتهم ويبقي السؤال مترددا على البال: من وجه العشواء؟ ومن قاد أصول الفكرة؟ ومن كان حامل البوصلة نحو ديوان الزكاة بالنيل الأبيض أمام الطريق العام؟ ومع جلل المأساة يحكون أن امرأة طالت لياليها في انتظار مستحقها كفقيرة لتصرف حصتها من ديوان الزكاة فكان الموظف يؤجل عشمها بوعد متطاول فجاءته في ذلك اليوم وهي تحمل جوال سكر وما خف وزنا وتقول له مبتسما تلك الابتسامة: (الليلة يومي جاء).
ولعل صاحب الوجه المريح مدير ديوان الزكاة بولاية النيل الأبيض محمد عبد الله عشة يواجه أسئلتنا بابتسامة من يعرف كل شيء ويدعونا للتأمل في وجه الشمس إن كنا نستطيع، ويقول إنها مؤامرة ضد الديوان، واضحة ومعروفة وفي أثناء أفتتاح الدار بعد الصيانة والترميم كان رجل الزكاة القديم بجلبابه السوداني وبنداء من العمق العاشر يخاطب الديوان من ربك وكوستي ويستحلفهم بالله أن يتقوا الله وأن تصل الزكاة لكل مستحقيها في الزمن المناسب، ويؤكد أنها رسالة نبيلة وليست فقط جباية دولة، ويشير لمقبل الأيام والمستقبل بتنظيم العمل كما ينبغي.
السيد (عشة) واثق الخطى يرسم الطريق ويحدد المعالم ويقبل التحدي بنيل الرضا مرة أخرى بعد حريق مستفهم مع أعاجيبه كما يقول دوما إن فكرة ديوان الزكاة متماهية مع روح الثورة، فلا تخافوا من أداء الديوان بل هو رافد مهم لإنهاء الفقر بين السودانيين وترسيم الخطى لكرامة تليق بمواطن صبور ومتسامح وجدا جدا يستحق الكثير لأجل حياة كريمة ومستورة.
وفي استطلاع عفوي بين أهل النيل الأبيض وقريبا من دهشتهم، قالوا إن كثيرا من المحروق بدار الزكاة كان من الأفضل نهبه وسرقته للاستفادة منه وتم حرق سيارات وبوابير وأدوات كهربية ومواتر، ولكن السؤال من مواطن آخر: لماذا ظل الديوان يحتفظ بالذرة والفقراء محتاجون؟ ولماذا يحتفظ بالمواتر وهناك من يحمل ورقة مصدقة؟
على أية حال، إنها صفحة جديدة في مناخ منفتح على كل الاتجاهات، سيما وأن الحكومة القادمة حسب بيانات الثورة المجيدة ستكون حكومة من أجل الفقراء والريف والهامش، وهي المناطق التي ظلت ترهق ديوان الزكاة بالرغم من ميزانياته التريليونية، لأنه كان ينجز عمل حكومة كامل كانت مشغولة بثراء وزرائها على حساب البنود الأساسية، ولذلك سقطت في أربعة أيام فقط، وها هي العجلة تدور ويتحول بند الفقراء من الديوان لكل مجلس الوزراء ولمهام حكومة كاملة من الصباح للمساء، وكل الدوام لهامش معذب وفقير بائس ومسكين يلهث ومن هنا على ديوان الزكاة أن يغير من أولوياته حتى يتهيأ لأداء دور مختلف محصور وغير مرهق.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.