د. جبريل إبراهيم لـ “السوداني”: قرار إبعادي من أديس أبابا سوء تفاهم بسيط تمت معالجته

أديس أبابا: حوار عمرو شعبان

تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية قرار السلطات الإثيوبية بإبعاد رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم عن أراضيها، فجر الموقف بموقع المفاوضات الدائرة الآن بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية قبل أن تتدارك أديس أبابا بالسماح لجبريل، بالبقاء في العاصمة أديس أبابا، وذلك بعد تراجعها عن قرار إبعاده،. القرار المفاجئ أثار الكثير من التساؤلات. “السوداني” جلست إلى رئيس العدل والمساواة لمعرفة أسباب القرار والتراجع السريع عنه وكانت هذه هي الحصيلة:

  • ما حقيقة ما حدث اليوم؟
    لا أظنه موضوعاً يجب الحديث عنه؛ سوء تفاهم بسيط وعولج. وفي عمومه نحن نريد الاطمئنان في الموقع الذي نجتمع فيه بأن نتمتع فيه بحرية كاملة للتعبير عن آرائنا ونتمتع فيه أيضا بحرية التحرك ولقاء من نشاء، واتخاذ المواقف التي نراها، ونريد الاطمئنان أيضاً أن الأمن متوفر للناس.

  • جولات مطولة بينكم وبين مكونكم الأكبر.. فهل يتفاوض الابن مع أبيه؟
    لا أب وابن في المسألة ، وإذا وجدت، فنحن آباء المسألة كلها.. قاومنا النظام الباطش وحملنا السلاح في وجهه وقدمنا تضحيات بعشرات الآلاف وماتوا منا مئات الآلاف وشردوا منا الملايين وما يزالون في معسكرات النزوح واللجوء والشتات.. الثورة لم تبدأ في ديسمبر بل من وقت مبكر لها ما يقارب العقدين.. ولا ندعي أننا بمفردنا في القوى المسلحة قاومنا النظام، على العكس هناك من قاومه منذ يونيو 89 إلى يومنا هذا.. وكل ذلك جهد تراكمي أدى إلى هدف تليين النظام، وثورة ديسمبر استطاعت ضربه لكننا لا نستطيع القول عما إذا كانت قاضية أم لا، فآثار النظام السابق ما تزال باقية.. فأي من يدعي شكلاً من أشكال الأبوة نحن أسسنا الجبهة الثورية نحن من وقعنا الفجر الجديد وميثاق هيكلة الدولة ونداء السودان ونحن أكبر كتلة في قوى إعلان الحرية والتغيير فلا ندعي الأبوة ولا غيرنا كذلك الشارع السوداني هو الأهم والأكبر وهو من أحدث التغيير.

  • ضمانات قوى إعلان الحرية والتغيير إما إعلان سياسي منفصل يتم إدراجه أو ضمانات دولية أو مشاركة يومية في مؤسسات السلطة الانتقالية.. ماذا اخترتم؟
    نحن وقوى الحرية والتغيير جسم واحد، ولا أحد يملك ما يقدمه للآخر ونسعى معاً للتوافق على وضع يطمئن جميع المكونات في مسائل إحداث التغيير بالشكل المطلوب.
    نحن نعتقد أن الإعلان السياسي الآن لم يخاطب قضايا وجذورالمشكلة بالقدر الكافي وخاصة قضايا السلام، وليس بالتفصيل المطمئن، ولا قضايا التهميش ولا المستضعفين، لذلك أردنا أن ندخل باباً في مسودة الاتفاق المقترح حتى نطمئن أن القضايا الأساسية كانت محل اتفاق واطمئنان عند كل الناس.. هذه واحدة. ولسوء الحظ إخوتنا الموجودون في الداخل أو جزء منهم عمد إلى التوقيع بالأحرف الأولى في اتفاق لم يتفق عليه بالشكل المطلوب.. لذلك نعمل الآن على تصحيح ما حدث ..الآن الجميع يتداولون في الخيارات المتاحة لتصحيح الأمر وأين يدخل بعد التصحيح وسنصل إلى شيء في هذا الأمر ونامل ألا نأخذ وقتاً طويلاً..
    وبنفس القدر القضايا محل الخلاف أيضاً الناس الذين لم يستشاروا في اتخاذ قرارات أساسية عندهم مخاوف حقيقية من أن الحكومة إذا تكونت بهذا الأسلوب هذه الحكو مة ستعود إلى قوى الحرية والتغيير وستصل معهم إلى توافق بالتشاور ، لذا نعمل على إجراءات تكون معنية بقضية السلام وسنبذل مجهوداً في ذلك إلى جانب هيكلة نداء السودان بطريقة تضمن عدم اختطاف قرار الحرية والتغيير وأن تتحدث باسمها بدون أن تأخذ رأي الأطراف الأخرى، ونحن نمضي في ذلك.. ومتفائلون جداً بأنه سينجز.

  • هل تتوقعون موافقة المجلس العسكري على فتح الاتفاق السياسي لإدراج وثيقتكم؟
    من الناحية القانونية توقيع بالأحرف الأولى لا يمنع تعديل الاتفاق أو يمنع الإضافة أو أي شيء. من جهة أخرى ما نأتي به ليس فيه ما يضر بالمجلس العسكري أو ما وافقوا عليه، نحن ليس لدينا مشكلة في نصيبه من الحكم أو ما وجدوه عبر الاتفاق أو أياً من مكاسبهم التي حققوها، لذا لا نرى مشكلة على الإطلاق تجعل المجلس العسكري يعترض على أناس تحدثوا عن مخاطبة قضايا المهمشين، وهي قضايا تهم كل أهل السودان لذا لا يوجد إنسان سوي سيعترض على مطالب مشروعة.

  • طول المدة يرتبط بما رشح عن محاصصات وأنصبة طالبت بها الجبهة الثورية.. ما حقيقة ذلك؟
    لم نتحدث عن شيء كهذا حتى الآن، ولم نصل مرحلة المطالبة بحصة فمن حقنا أن نطلب لأن غيرنا طلب، صاحب المشروع من حقه أن يكون في موقع اتخاذ القرار لتنفيذ مشروعه، نحن حملنا سلاح وقاتلنا ومن حقنا أن نحكم كما من حق الآخرين أن يحكموا، هناك من يرى أن مشاركة الإنسان في اتخاذ القرار ببلده عيب لكن نحن لا نحسب أن ذلك عيباً على العكس، من يقولون ذلك هم من يريدون احتكار السلطة في البلاد، من حقنا أن نطالب بأي موقع في الدولة أن نكون فيه، نحن أصحاب حق ولا نستحي من ذلك، عندما يأتي الوقت لذلك سنطالب..

  • لكن تأخيركم لتشكيل السلطة والحكومة الانتقالية لصالح حسم ملف السلام أولاً يشكل خطراً على الدولة والثورة؟
    المكاسب التي يمكن أن تتحقق عبر تحقيق السلام أكبر من المكاسب التي يمكن أن تتحقق عبر التعجيل بتشكيل الحكومة الذي أودى بالأمور إلى ما وصلنا إليه هي الحرب، بالتالي تشكيل حكومة والحرب مستمرة والناس تموت أمر يمثل مشكلة أكبر لمن يفكر بهذه الطريقة..
    حالياً منذ إبريل وحتى الآن الوزارات تعمل ..صحيح فيها مشكلات لكن لا أحد يدعي أنه الوضع المطلوب، لكن نحن نسعى للأفضل من أجل المواطن. ونريد حالياً إيجاد وسيلة لذلك عبر تأطير السلام بما يساعد على تشكيل الحكومة والأجهزة المختلفة عبرها، ولن يكون هناك تضارب بين أولوية السلام والانتقال المدني بأسرع صورة ممكنة.

  • هل هناك مؤامرات على الجبهة الثورية من المحاور الإقليمية؟
    لا نستبعد أي شيء، لكن الشعب السوداني أوعى وأكبر من أن يتخذ قراره من مواقف خارجية، حالياً نعيش فقراً رغم غنى البلد، وهي حالة مؤقتة لكن لو رهنا قرارنا للأجنبي صعب جداً أن نتجاوز هذا الرهان، أدعو كل القوى السياسية ألا يرهنوا قرارهم لأي طرف.

  • لكنكم أصررتم على حضور الوسيط؟
    هذا ليس تدخلاً ولكنه ينقل ما يتم الاتفاق عليه فقط، ففي النهاية القرار قرار السودانيين وليس قرار الوسيط، فالاتحاد الإفريقي هو من عين الوسيط والإثيوبيون هم من جاءوا بالمبادرة وليس في ذلك عيب.. إن الأشقاء الجهة الإقليمية التي تساعد.. معالجة الوضع قضية سودانية واحدة. لو رهنا قرارنا للأجنبي سنندم على ذلك.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.